فى تاريخنا، كان مبدأ المشاهير هو «أحافظ على خصوصية الحياة الشخصية» عند مناقشة علاقاتهم الأسرية، لكن مؤخرًا، بدأ بعض النجوم من الصف الأول يخالفون القواعد، ويتنحون عن المبدأ ويتبعون نهجًا مختلفًا فى الحديث عن أدق خصوصيات البيت، بكل معنى الكلمة، هم من خرجوا بالأسرار وراحوا بها على المشاع، ولم تكن الصحافة مصدر اتهام كما كان يشاع دائمًا من أنها هى من تروج الشائعات أو تتسلل لإفشاء أسرار خفية. دون شك لعبت السوشيال ميديا دورا مهما، ولجأ إليها هؤلاء النجوم لكشف ملابسات ما يدور داخل حياتهم، كحالة الفنان أحمد السقا بعد انفصاله عن زوجته مها الصغير، تبادل الاثنان تفاصيل دقيقة عن حياتهما مثيرين موجة واسعة من التفاعل، وكان ذلك أمرا غريبا فى هذا التوقيت. وكتب السقا: «عشان الناس اللى بتسأل أنا والسيدة مها محمد عبد المنعم منفصلين منذ 6 شهور وتم الطلاق منذ شهرين تقريبا وأعيش حاليا لأولادى وعملى وأصدقائى المقربين وأمى وأختى، وكل تمنياتى لأم أولادى بالتوفيق والستر».. وذلك بعد أن كشفت الزوجة عن أنه لا يصرف على أولاده وكانت هناك مشاحنات مستمرة قبل أن تخرج للنور. نماذج عديدة خرجت إلى الساحة خلال السنوات الأخيرة، منها أيضا حكايات وأسرار وراء انفصال الفنان تامر حسنى عن زوجته بسمة بوسيل، ومن قبلهما القصة الشهيرة بين الفنانين أحمد عز وزينة وقصة نسب الأولاد. الكشف عن مستور وأسرار الفنانين الخاصة من قبل أنفسهم ظاهرة عالمية، لكنها لم تكن لدينا بهذا الشكل، كلنا تابعنا الاتهامات المتبادلة بين أنجلينا جولى وبراد بيت، ومن قبلهما توم كروز ونيكول كيدمان والنماذج كثيرة، فهل تأثر نجومنا بتلك الثقافة. فى عصر وسائل التواصل الاجتماعى الأمور تغيرت، وربما كان يلجأ نجوم العالم لهذه التصرفات وإحاطة أنفسهم بالشائعات لرغبتهم بمزيد من الأضواء والشهرة. يوضح مارك بوركوفسكى، مؤلف كتاب «معادلة الشهرة: كيف أسس مُدبّرو الشائعات بهوليوود وصانعو النجوم وصناعة المشاهير»، ويقول: «إن استخدام المشاهير لقنواتهم الخاصة، مثل إنستجرام، لاختيار صورهم أو عرض علاقاتهم، يُمكّنهم من التحكم فى السرد المُحيط بحياتهم الشخصية، مما يضمن لهم إبداء رأيهم فى كيفية تصوير علاقاتهم فى وسائل الإعلام»، وهى سمة يحرص العديد من النجوم الحاليين على إظهارها. ويتابع بوركوفسكى: «عندما يلجأ المشاهير إلى إظهار مشاعرهم، فإنهم يفعلون ذلك ليظهروا بمظهر أكثر قربًا من الناس وبساطة، مما يُضفى عليهم طابعًا إنسانيًا ويجعلهم يبدون ودودين مما يعزز ولاء المعجبين». ومن الاتجاهات الحديثة الأخرى على وسائل التواصل الاجتماعى ما يُسمى «الانطلاقة القوية» للعلاقة، عندما يُعلن الزوجان للعالم عن حبهما، أو خلافاتهما من خلال ظهور علنى. إذن، ما الذى قد يكون وراء ذلك أيضًا؟ تشير داون ميلر، وهى مسئولة علاقات عامة مقيمة فى لوس أنجلوس، إلى فائدة محتملة أخرى تتمثل فى إمكانية أن يصبحا «ثنائيًا مؤثرًا». وتقول: «إن إعلان اثنين من المشاهير عن أسرار علاقتهما قد يكون مفيدًا للغاية، خاصةً إذا كان كل منهما ناجحًا فى حد ذاته». وتضيف: «فجأة، يصبح لديك ثنائى مؤثر لقد رأينا ذلك يحدث مرات عديدة من قبل وينقل هذا الثنائى إلى طبقة مختلفة تمامًا من الشهرة». فكر فى براد بيت وأنجلينا، أو جينيفر لوبيز وبن أفليك، أو بيونسيه وجاى زى، ربما فوجئ الجمهور بظهور أزماتهم إلى النور، لكنه مسارهم الفنى لم يتأثر. قبل عصر وسائل التواصل الاجتماعى، كان من الأسهل بكثير على المشاهير إخفاء حياتهم العاطفية. فى العصر الذهبى لهوليوود، كان الممثلون يتعاقدون مع استوديوهات مثل إم جى إم أو توينتيث سينتشرى فوكس التى كانت تتحكم بعناية فى صور النجوم فى فرقها - حتى إنها وصلت إلى حد تمثيل علاقات وهمية لتعزيز السمعة. لكن مع ظهور مجلات القيل والقال فى خمسينيات القرن الماضى، وفضيحة مجلة كونفيدنشال الشهيرة - التى كشفت عن الحياة الخاصة لنجوم الصف الأول - اضطر المسئولون عن العلاقات العامة والمشاهير إلى تغيير نظرتهم. استغل نجوم مثل إليزابيث تايلور وريتشارد بيرتون اهتمام وسائل الإعلام، وحققت أفلام مثل «كليوباترا» أرقامًا قياسية فى شباك التذاكر نظرًا للاهتمام الذى حظيت به علاقات نجومها العاطفية الصاخبة خارج الشاشة. ومع ذلك، مع نهاية القرن العشرين، ومع تزايد تطفل المصورين، حدث تحول نحو محاولة استعادة الخصوصية. ومن هنا جاء شعار «أحافظ على خصوصية حياتى الخاصة». أدى صعود منصات التواصل الاجتماعى الآن إلى ظهور جيل جديد من المشاهير الذين يحاولون التحكم فى صورتهم بأنفسهم، مستغلين هذا الظهور لتحقيق فوائد متعددة.. وقد وفر صعود منصات التواصل الاجتماعى منصة جديدة وفعّالة للمشاهير لعرض علاقاتهم، مما يجعل الإعلانات المبوبة أداةً حيويةً لا غنى عنها فى دليل العلاقات العامة للمشاهير. الواقع أن الإثارة فى الحياة الخاصة للنجوم قد تنال جزءا من مكانتهم الفنية، فالشهرة الأهم تكون مبنية على الإنجازات فى أعمالهم بدلاً من الإثارة الشخصية التى ربما يمحون بها الخط الفاصل بين أعمالهم وحياتهم الشخصية وهنا سيصعب على الإعلام الالتزام بهذه الحدود، يبدو أن الكثيرين يعتقدون أنهم الشائعات حول حياة هؤلاء الأشخاص قد تكون مثيرة للاهتمام، لكن علينا أن نتذكر أنهم أشخاص حقيقيون يستحقون احترام خصوصيتهم لكن ينبغى للمشاهير ان يلتزموا بتلك الخصوصية. ويتجنبون أوجاعها وخسائرها.