على رغم انه أنجز فيلماً روائياً طويلاً واحداً هو «المومياء» الا ان اسم السينمائي الراحل شادي عبدالسلام لا يزال علامة فارقة في تاريخ السينما العربية، وفي هذا الاطار نظمت جمعية أصدقاء «متحف شادي عبدالسلام» في مكتبة الإسكندرية احتفالاً خاصاً، بمناسبة الذكرى السنوية لميلاد شادي عبدالسلام، تضمن مقطوعة موسيقية، قدمتها أوركسترا مكتبة الإسكندرية بقيادة المايسترو شريف محيى الدين أعقبها عرض لفيلم تسجيلي عنوانه «آفاق» من سيناريو وإخراج شادي عبدالسلام، تبعها ندوة مع الفنان محمد صبحي، بعنوان: «ذكريات مع شادي عبدالسلام (الفنان – الأستاذ – الصديق) ثم مناقشة مفتوحة. وأدار الندوة رئيس الجمعية الدكتور أشرف عزت. وكان المخرج شادي عبدالسلام قد أثار قبل أكثر من ثلاثة عقود دهشة عندما قدم فيلمه الروائي الطويل الوحيد «المومياء» والمعروف أيضاً باسم «ليلة إحصاء السنين». وكان ذلك مناسبة أدرك النقاد الفنيون أن ظاهرة جديدة في صناعة الأفلام السينمائية تتفتح أمام أبصارهم. وكان إحياء الوعي بالتراث المصري القديم هو العمل الذي كرّس له شادي عبدالسلام حياته، لا سيما أنه كان يعتقد بأن الإنسان المصري المعاصر يمكنه فقط استعادة الماضي العظيم من خلال إعادة الروابط مع هذا الماضي، أنه «ضروري لانطلاقه نحو مسار جديد» لذلك اختار عبدالسلام السينما كوسيلة لنقل فكره. ولقد ترك شادي عبدالسلام بصمته في شكل خاص على فن الديكور وتصميم الملابس، في الأفلام التي نفذ ديكوراتها وملابسها منذ تخرجه في كلية الفنون الجميلة في عام 1954. وكان من ضمن هذه الأفلام «وا إسلاماه»، «عنترة بن شدّاد»، «ألمظ وعبده الحامولي»، و«الخطايا»، و«شفيقة القبطية»، و«رابعة العدوية»... كما ان شادي عبدالسلام عمل أيضاً في وظيفة استشاري تاريخي للمشاهد وملابس الفيلم البولندي «الفرعون» الذي أخرجه البولندي كاف ليروفيتش في مصر. وللتذكير فإن مكتبة الاسكندرية أقامت قبل فترة معرضاً دائماً لأعمال عبدالسلام الأدبية والسينمائية ولوحاته والأفلام السينمائية التي قام بإخراجها (وهي فيلمه الطويل الوحيد وعدد من الأفلام القصيرة). والتصميمات التي أنجزها في الأفلام في قاعات المكتبة.