أنشئت مدينة القاهرة فى العصر الفاطمي على يد القائد جوهر الصقلي بعد نحو 330 سنة من الفتح الإسلامي لمصر ، واضطلعت بدور مهم كمنارة من منارات الحضارة الإسلامية ، لذلك تزخر مدينة القاهرة بالعديد من الآثار والمزارات الباقية شاهداً على مكانة هذه المدينة وعمرانها فى العصور الإسلامية المتعاقبة . وقد اشتهرت القاهرة بأثارها الإسلامية الممثلة لكافة العصور منذ أكثر من 1400 عام . وسميت القاهرة نسبة إلى النجم القهار الذي ظهر في سمائها وقت البدء في بنائها . وعرفت كذلك "بقاهرة المعز" نسبة إلى الحاكم الفاطمي "المعز لدين الله" ومن كثرة مساجدها سميت بالقاهرة ذات الألف مئذنة والتي يصل عدد مآذنها الآن أكثر من 20 ألف مئذنة. القاهرة لا تحوي بين أحضانها المساجد فقط ، بل تحتضن القلاع والأسبلة والمدارس والمقابر والبيوت والقصور واالأسوار التاريخية التي تجعلك تعيش وسط متحف مترامي الأطراف للتاريخ نعجز عن سرد تفاصيله في موضع واحد. ومن أبرز الاثار الاسلامية فى القاهرة :- جامع عمرو بن العاص :- يقع جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بحي مصر القديمة، وهو أول جامع بني بمصر بعد أن فتحها عمرو بن العاص سنة 20 للهجرة الموافق سنة 641 ميلاديا. وقد بُني هذا الجامع سنة 21 هجريا الموافق 641 ميلاديا وكان عند إنشائه مركزاً للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامي بمصر، ومن ثم بنيت حوله مدينة الفسطاط التي هي أول عواصم مصر الإسلامية، ولقد كان الموقع الذي اختاره عمرو بن العاص لبناء هذا الجامع فى ذلك الوقت يطل على النيل كما كان يشرف على حصن بابليون الروماني الذي يقع بجواره ، ولأن هذا الجامع هو أول الجوامع التي بنيت فى مصر فقد عرف بعدة أسماء منها الجامع العتيق وتاج الجوامع. التخطيط المعماري للجامع :- المسجد في تخطيطه المعماري الأصلي يتكون من مساحة مستطيلة طولها نحو 45 متراً وعرضها نحو 27 متراً. أحيط الجامع من جهاته الأربع بطريق ، و لم يكن له صحن ولا محراب مجوف ولا مئذنة وكان به منبر. بنيت جدران الجامع الخارجية من الطوب اللبن وكانت خالية من الزخارف أما ارتفاع الجامع من الداخل فمن المرجح أنه كان حوالي ثلاثة أمتار مثل المسجد النبوي. أجريت على جامع عمرو بن العاص عدة زيادات وإضافات خلال عصور إسلامية مختلفة وحتى عصرنا الحالي. أما التخطيط الحالي للجامع : فإنه يتكون من مدخل رئيسي بارز يقع فى الجهة الغربية للجامع الذي يتكون من صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة ذات سقوف خشبية بسيطة، أكبر هذه الأروقة هو رواق القبلة ،وبصدر رواق القبلة محرابين مجوفين يجاور كل منهما منبر خشبي، كما يوجد بجدار القبلة لوحتان ترجعان إلى عصر المماليك . يوجد بالركن الشمالي الشرقي لرواق القبلة قبة يرجع تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، أما صحن الجامع فإنه يتوسطه قبة مقامة على ثمانية أعمدة رخامية مستديرة الشكل، وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية لا زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي، أما عقود الجامع فى رواق القبلة فإنها ترتكز على أعمدة رخامية ذات تيجان مختلفة استجلبت من عمائر قديمة . يعتبر جامع عمرو بن العاص هو أول مسجد بنى في مصر بعد أن فتحت مصر ، حيث تم بناء هذا الجامع عام 21 ه – 641 ميلادية وكان في ذلك الوقت يقع على النيل مباشرة ( بسبب الفيضان حينذاك ) وكان طوله 50 ذراعا وعرض 30 ذراعا وفرش أرضة بالحصى وسقفة من الجريد ، وكان المسجد له 3 جوانب وهم الجانب الشرقي والجانب البحري والجانب الغربي ، وكان لكل جانب بابان . ثم استمر بعد ذلك الحكام والولاه في تطوير هذا المسجد وتوسعته ، وتم إدخال نظام المئذنة فى هذا المسجد ليصبح أول مسجد يوجد به مأذنه في الإسلام . في عام 558 ه – 1172 م وذلك في أثناء حكم صلاح الدين الايوبى لمصر قام بتجديد الواجهة الأمامية للجامع والمحراب الكبير وقام بوضع رخام فيه ، ورسم عليه اسمه وجدد بياض الجامع . وتوالى الحكام والسلاطين في عصر الدولة الإسلامية في تطوير الجامع إلى أن أصبح الآن اكبر الجوامع في مصر . وفى عام 1940 قامت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح شامل بالجامع ، وقد كشفت في إثناء هذا العمل عدة أجزاء أثرية في الجامع كالبوابة الشرقية وثلاثة من أبوابة الأربعة بالجانب الغربي ، وقد تم النقش على احد المحرابين : أنظر لمسجد عمر بعد ما درست…..رسومة يحكى الكوكب الزاهى نعم العزيز الذي لله حدده …………..أمير اللواء مراد الأمير الناه له ثواب جزيل غير منقطع ………….. على الدوام بأنظار وأشباه لاح القبول عليه حين أرخه ……………. هذا البنا على مراد الله ويحب المصريين هذا الجامع وخاصة في شهر رمضان حيث يحرص المصريون الذهاب في صلاة التراويح إلى هناك ، وفي الجمعة الأخيرة من رمضان [الجمعة اليتيمة] كما أن هناك كبار الشيوخ في مصر والعالم الإسلامي يقومون بالصلاة في رمضان هذا المسجد مثل الشيخ محمد جبريل .