فى رحلة البحث عن عمل مناسب يخوض الشباب والخريجين رحلة حيرة وقلق لاختيار الوظيفة المناسبة، ويفضلون الاتجاه الى أماكن موثوق من جديتها لبدء حياة مستقرة. وتسعى الحكومة والمجتمع المدني على إيجاد فرص عمل للشباب، ومن أهم السبل الجديدة لهذا الهدف هو ملتقيات التوظيف التى ازداد عددها ى الفترة الأخيرة لمساعدة الشباب على ايجاد فرصة عمل مناسبة وللقضاء على البطالة. وقد نظمت وزارة الشباب والرياضة ملتقى توظيف شباب الخريجين لتوفير فرص عمل بالتعاون مع مجموعة من شركات القطاع الخاص الاربعاء الماضى بمركز شباب الأميرية. وفى لقاءات مع الشباب فى الملتقى قال مصطفى محمود"خريج كلية سياحة وفنادق" أنه منذ تخرجه عمل فى عدة شركات كبيرة ولكنه لم يستقر بها لبعد مكان العمل عن مقر اقامته وقال أنه يشارك فى ملتقى توظيف لأول مرة ، وأحضر معه عدة نسخ من السيرة الذاتية الخاصة به وسيقدمها فى عدد من الشركات المشاركة فى الملتقى ليلتحق بالعمل فى احدها . فرصة مناسبة ومن ناحية أخرى أكدت هبة عبد العزيز "ليسانس حقوق" أنها تخرجت منذ عامين ولازالت تبحث عن عمل حيث أن كل الوظائف التى اتيحت لها لا تناسبها وقالت أنها تبحث عن فرصة عمل مناسبة لتخصصها القانونى ولن ترضى بأى عمل خارج اختصاصها ،وقالت انها تتمنى العمل فى الشئون القانونية لأى مؤسسة أو شركة. وأكدت نانيس الناقورى مدير المشروعات بوزارة الشباب ان لملتقى يوفر أكثر من 7 الاف فرصة عمل تقدمها 50 شركة من القطاع الخاص لحملة كافة المؤهلات وبدون مؤهل بمشاركة الصندوق الاجتماعي للتنمية لنشر ثقافة العمل الحر وتقديم الدعم الفني والإداري والتسويقي المستمر للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر. وظائف غير تقليدية واضافت أن الملتقى يأتي في إطار السياسة العامة للوزارة والتي تضع ضمن أولوياتها المساعدة على حل مشكلة البطالة بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية وأضافت أن الوزارة تولى اهتماما بالشباب من خلال إقامة العديد من ملتقيات التشغيل لتوفير فرص عمل حقيقية ومتنوعة وتوثيق التعاون مع أصحاب الأعمال والمستثمرين، بالإضافة إلى توفير وظائف غير تقليدية أمام الشباب. وأشارت الى أن من أهم الأعمال المنوطة لوزارة الشباب هو تشغيل الشباب وإيجاد فرص عمل لهم وأي وسيلة لإيجاد فرص العمل، ولهذا تقوم الوزارة بإقامة ملتقيات التوظيف في أنحاء الجمهورية لعقد لقاءات ما بين الشباب وبين الشركات،وتقديم تسهيلات في التوظيف حيث أنه يتم عقد انترفيو مبدئي وعقب ذلك يتم التعاقد مع الشاب في مقر الشركة، مؤكدة أن أي شركات تتعاون مع وزارة الشباب نحن على ثقة بها وهناك متابعات ما بعد الملتقى وتوظيف الشباب. وأوضحت الناقوري أن ملتقيات توظيف الشباب تقام في أنحاء الجمهورية ويتم تقديم عدد فرص العمل تبعًا للكثافة السكانية في المحافظة، مشيرة إلى أن أن ليس كل الوظائف في الملتقيات يتم الإقدام عابها ونفاذها لأن البعض يقبل بشكل حقيقي على فرص العمل والبعض الأخر يرفض العمل من الأساس، وهناك البعض الأخر يقدم بالتقديم في أكثر من شركة، ومن أسباب عدم عمل الشباب هو طبيعة العمل إما الراتب أو بعد مكان العمل عن مكان سكن الشاب. يذكر أن الملتقى يشارك به عدد من الشركات العاملة في كل من مجالات الملابس والمواد الغذائية، السيارات، الأمن، البلاستيك والتسويق الإلكترونى. وأكد ايضا محمد عبد الغنى عضو مجلس النواب انه قد تم الاعداد لهذا الملتقى فهو يعد الملتقى الثالث لتوظيف الشباب وهناك تجاوب كبير من الشركات التى تقدم فرص عمل للشباب . جميع التخصصات وأضاف انه يوجد اقبال من الشباب على الملتقى مما يؤكد رغبة الشباب من جميع التخصصات فى العمل وواجب الجميع ان يقدم فرص العمل لبدء حياتهم فى فرص عمل تناسبهم. وقد اكد اللواء وليد عبد الحميد رئيس حى الاميرية ان اقبال الشباب اليوم على الملتقى اكبر تأكيد على رغبة الشباب على البحث عن عمل واكد ان الشركات المشاركة فى الملتقى تثبت مصداقيتها دائما بتقديم فرص عمل وتتواصل مع الملتقى ولا نترك الشباب بعد التعاقد ولكن تتواصل دائما معنا لضمان فرص مستقرة ومستمرة للشباب. وأكد الدكتور إيهاب الدسوقي، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات الدكتور ان اهم شىء خلال بحث الشاب على عمل، هو أن يعرف هو في أي مجال يريد العمل فيه وما هي مهاراته، مضيفًا أن الشركات الكبيرة تعاني من عدم التزان الشباب بحضور المقابلة الشخصية، وتصل نسبهم 50% والبعض الأخر ليس لهم دراية عن عملهم أو راتبهم أو مهارتهم أو شئ، والشركات الكبيرة تعاني من عدم وجود موظفيين، لكن مع الظروف الاقتصادية ستجبر الشركات على تقليل طلباتها للتوظيف. الملتقيات لمواجهة البطالة وأضاف أن ملتقيات توظيف تمثل إحدى الآليات المهمة لمواجهة مشكلة البطالة التى تعانى منها مصر حاليا وتستهدف توفير فرص عمل للشباب من جميع المؤهلات المتوسطة والعليا. ويرى أن الحكومة قدمت العديد من العروض الخاصة بمشروعات صغيرة لكن لا تلقى القبول من جانب الشباب الذين يطبقون نظام الأيدى الناعمة حيث يرفض بعضهم بذل مجهود يدوى مرهق ومسبب للتعب. وأوضح أنه يجب أن يحصل الخريجين على دورات تدريبية تؤهلهم لدخول سوق العمل ولابد أن يكون ذلك شرطا لأى عمل ليكونوا مؤهلين، ولكن الشاب يريد أن يجد الوظيفة الإدارية المريحة بدون تعب وتقوم بشكل أساسى على العمل المكتبى. وقال الدكتور محمد فؤاد، الخبير الاقتصادي من المتوقع أن ينخفض معدل البطالة فى مصر تدريجيا وهناك تفاؤل ملحوظ فى جذب الاستثمارات والمشاريع الى مصر التى تسهم بشكل كبير فى حل أزمة البطالة. كما أوضح أن إحدى مشكلات البطالة، تكمن فى انعدام التنسيق الصحيح بمعنى أن هناك فرص عمل كثيرة متاحة فى مصر لكن المشكلة كيفية الوصول إليها، لذلك هناك العديد من الشباب فكروا فى الوصول إلى طلبات التشغيل مثل المواقع الالكترونية أو الملتقيات التوظيفية التى تنسق بين كبرى الشركات والمصانع وبين المتقدمين من الشباب وذلك بتقديم السيرة الذاتية،وبالفعل تم تعيين آلاف الشباب فى مصر وهناك طرق كثيرة للوصول إلى أماكن التوظيف لكن الطريقة الصحيحة هى التى نفتقدها. وأضاف أن مصر تواجه مشكلة كبيرة هى افتقار منظومة التوظيف بمعنى أننا محتاجون إلى تنظيم عملية التوظيف، أى حصر الأفراد الذين يبحثون عن فرصة عمل والتنسيق مع الجهات أو الشركات، فمصر حتى الآن لا يوجد بها هيئة أو مجلس مختص بعملية التوظيف.