انتشرت ظاهرة بيع الأبحاث العلمية بين طلاب الجامعة وانتقل الأمر من حدود السرية إلى الشراء علنا من المكتبات المجاورة للجامعات.. وعلى الرغم من المساعي التي يبذلها المعنيون بتطوير التعليم الجامعي والارتقاء بهن إلا أن ظاهرة التجارة في البحوث الجامعية تتسع مع الأيام، الأمر الذي ينعكس سلبا على نتائج الطلاب ويحدث تفاوتا ظالما بين نجاح طالب ورسوب آخر.. من جانبهم طالب أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بتعاون جهات مثل الجامعات ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة الداخلية لضبط العملية من جوانبها المختلفة. مؤكدين أن المشكلة كبيرة ولا يوجد لها حل سحري.? إهمال للناحية العملية? هدى قدري شاهين «تجارة» تقول: لجأت إلى أحد المتخصصين لكتابة بحث التخرج وذلك لأن أساتذتنا أهملوا تدريبنا على البحث ومناهجه وكيفية تطبيقه فركزوا على الناحية النظرية أكثر فلذلك ليس لدي الشجاعة الكافية أن أغامر ببحث يتوقف عليه مصيري العلمي. وشاركتها فاطمة محمد «اجتماع» قائلة: ليس لدي الوقت الكافي لأقوم بكتابة الأبحاث بنفسي فأنا أعمل وأدرس وأيضا نحن طالبات الكليات لم نتعرف على طريقة إجراء البحث العلمي فالخبرة معدومة لدينا وكما أننا في حالة ذهابنا إلى المكتبة الجامعية للاطلاع على المراجع وكتابة الأبحاث فإننا في النهاية لا نعلم نتيجة ما نفعله ولا الأخطأء التي ارتكبناها حتى نصححها. عدم القبول أماني حسين «إدارة أعمال» قالت: أقوم بعمل البحث بنفسي ولا يقبل من أول مرة وربما أضطر لإعادته أكثر من مرة ولكن هناك في المكتبات من يوفر علينا جهد العناء، فهم يعرفون كل أستاذ وطريقته وأسلوبه في الأبحاث فيوفرون علينا الجهد والمشقة، إضافة إلى علمنا أن أساتذتنا لا يقرؤون ما نقدمه لهم. وتشاركها هدى أنيس بقولها: هناك الكثيرات منا اللاتي وقعن ضحية عمليات النصب التي يقوم بها هؤلاء الأشخاص فقد اتفقت مع أحدهم وأعطيته مبلغ 3 آلاف ريال لعمل البحث ولكنه اختفى بعد ذلك. مشكلة الطالب الدكتورة صباح الرفاعي «أستاذ علم النفس جامعة الملك عبدالعزيز» قالت: نعاني كثيرا مع مشكلة بيع وشراء الأبحاث لطلاب وطالبات الجامعة ولا نستطيع أن نحمّل الطالب أو الطالبة المسؤولية، كاملة حيث إن هناك بعض المدرسين الذين يدرّسون مادة «مناهج البحث العلمي» يقتصرون في تدريسها على النظري، والتطبيق العملي شبه معدوم، ودخولهم المكتبة الجامعية على حسب الأساتذة.. والطالبات ليست لديهن الهمة للبحث والعمل وأصبح دور الطالبة يقتصر على تلقي المعلومات وليس لديها الهدف في أن تطور نفسها فهذا الذي يجعلها تهمل التفكير الذاتي لها وتلجأ إلى مثل هذه المكتبات وتطلب منهم تقارير معينة وهي تضيّع نفسها في هذه الحالة لأن الأمر سينكشف ويختلف العقاب من مدرس إلى آخر. في القمامة منال عبدالعزيز «أستاذ في كلية العلوم قسم الحاسب الآلي بجامعة الملك عبدالعزيز» تقول: هناك طلاب يقومون فعلا بعمل البحوث ولكنهم لا يقومون إلا بأجزاء معينة ولا نمنعهم من الاستعانة بأحد في هذه الأجزاء أما إذا تم عمل البحث بالكامل في الخارج فإن الأمر ينكشف بسهولة خاصة وأنه يظهر فيه طريقة المتخصصين في الطرح.