إنها أهرامات أخري لمصر.. هكذا يطلق عليها أهل مدينة برج العرب حيث يطلقون علي مدينة مبارك للأبحاث العلمية مسمي الأهرامات و علماء المدينة يعرفهم أهل المدينة جميعا لأنهم يعتبرونهم أمل هذا البلد. وهذه المدينة بما يجري فيها حاليا هي مدينة انقاذ صحة المصريين من مافيا الأدوية خاصة أمراض السرطان ورجالها هم باحثون علي خط النار ويوم السبت الماضي كانت لنا لقاءات مع علماء مدينة مبارك للأبحاث العلمية و علي رأسهم الدكتور محمد السعدني رئيس المدينة الذي حولها لشعلة نشاط واقنع باحثين كانوا علي وشك ترك البلد بالبقاء من أجل عمل شيء للمصريين. الأسبوع الماضي فجر الدكتور محمد السعدني قنبلة هي التي حركت المياه الراكدة لدي المصريين و أحيت الأمل لديهم بأن هناك بحثا علميا مصريا 100 % من الممكن أن ينقذهم من السرطان و الفيروس الكبدي الوبائي سي حيث توصل عدد من الباحثين في المدينة لاختراعات هي في مراحلها النهائية وهي أدوية لعلاج السرطان و الفيروس «C» الذي قضي علي 10 % من أكباد المصريين. الدكتور محمد السعدني يقول أنه ليس صاحب هذه الأبحاث بل الباحثين الذين ظلوا لسنوات طويلة تصل إلي أكثر من 10 سنوات في المعامل وفي بعثات خارجية، فهناك براءة اختراع لعلاج لمرض السرطان الأول من عيش الغراب والثاني من البقوليات و النباتات الطبية والثالث لعلاج فيروس «C» من أحد طحالب بحيرة مريوط الملوثة و هذه هي القصة كاملة مع الباحثين الذين يحصدون سهر السنين لكنهم عاتبون علي وسائل الإعلام لأنها تتجاهل العلماء و تمنح الفرص للفنانين و لاعبي الكرة و غيرهم. * وكانت القصة الأكثر إثارة طوال الأيام الماضية قصة الدواء المستخرج من عيش الغراب لعلاج السرطان و هذا الدواء توصل إليه الدكتور أيمن ضابا و هو الذي يعمل منذ أكثر من 10 سنوات علي هذه الأبحاث. ومن خلال الفريق البحثي في مدينة مبارك للأبحاث العلمية يتم الآن إنتاج المادة الفعالة المستخلصة من فطر عيش الغراب علي مستوي نصف صناعي لبدء التجارب الإكلينيكية علي مرضي السرطان بعد أخذ تصريح من وزارة الصحة وتوفير علاج مصري للسرطان يوفر 500 مليون جنيه سنويا يتم استيراد أدوية بها من الخارج و تم التقدم لمكتب براءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمي للحصول علي براءات اختراع تحت عنوان إنتاج مضادات الأورام السرطانية من عيش الغراب. *و الدواء الثاني لعلاج السرطان كما يقول د. محمد السعدني توصل إليه الدكتور صبحي السحيمي و هو من النباتات الطبية المصرية الموجودة في الساحل الشمالي و الصحراء الغربية حيث يتم استخراج مستحضر لعلاج السرطان و الفيروس سي حيث تم عزل البروتين الأصلي الطبيعي و هذه المادة توجد في البقوليات حيث تم تجرية البروتين المضاد للفيروس C وحاليا يتم إنتاج هذا البروتين بالتقنيات الحديثة للهندسة الوراثية لأنه يحتاج لمساحات هائلة مزروعة إذا تم إستخلاص من النبات إنما سيتم نقل هذا الجين المسئول عن تصنيع البروتين في النبات إلي بكتيريا خاصة لإنتاج هذا البروتين بصفة دائمة كمصنع صغير وهذا البروتين بعمل علي إيقاف فيروس «C» و هناك تجارب معملية علي حيوانات التجارب . وأوضح أن الفكرة تقوم علي استخدام مواد طبيعية لإستخراج مستحضرات طبية لعلاج السرطان و فيروس سي و في نفس الوقت يمكننا خفض تكلفة الأدوية حيث يتم استخراج المادة من النباتات الطبية و البقوليات، وبدأ وتم العمل في هذا المشروع منذ 3 سنوات، وخلال 6 أشهر سوف يدخل هذا المستحضر في مرحلة التجارب علي الحيوانات. *أما الدواء الثالث لعلاج فيروس «C» توصل إليه الدكتور عمرو عمارة عن طريق فصل طحلب في بحيرةمريوط الملوثة سبيرولينا حيث تم استخلاص المادة الفعالة منه التي تساعد علي تنشيط جهاز المناعة بالإنسان ولكن المشكلة التي واجهت البحث هي عدم وجود قرد تجارب لعمل التجارب ولذلك يسعي الدكتور محمد السعدني حاليا لعمل بيت حيوانات تجارب في المدينة هو الأول من نوعه في مصر واضطر بعض علماء مدينة مبارك للسفر لأمريكا لإجراء تجاربهم. وهناك الكثير والكثير لدي مدينة مبارك للأبحاث العملية لحل مشاكل المصريين الصحية و كما يقول الدكتور السعدني ردا علي حملات التشكيك التي يقودها البعض من المستفيدين من عدم وجود دواء مصري 100% لعلاج السرطان إن مدينة مبارك أكاديمية بحثية لا يمكن أن تستخف بالناس وما توصل إليه الباحثون سيخرج للنور في فترة ما بين عام أو عامين بشرط تكاتف كل المسئولين و قيام الشركات المصرية بالتعاون بشكل جاد وكما يقول فإن رجال الأعمال رغم وجود المدينة في مدينة برج العرب الصناعية لا يتعاونون معها وهناك حلقة مفقودة بين رجال الأعمال والبحث العلمي ورغم أن وزير التعليم حرص أن يكون هناك 5من رجال الأعمال في مجلس إدراة المدينة لدعم البحث العلمي وحتي هذه اللحظة لم نر منهم أي شيء ونحن نحتاج لإعادة ثقة المواطنين في البحث العلمي ومراكز البحث العلمي وقال د. السعدني: نحن بدورنا نجهز حاليا مشروع تكنولوجيا المعلومات بالتعاون بين وزارة الاتصالات والتجارة لصناعة و يشمل عمل برنامج لتكنولوجيا المعلومات وإقامة حضانة تكنولوجية للشركات وربطهم بالموانئ و الجمارك و هذا المشروع مباردة منا للشركات ولكن نظرة رجال الأعمال للبحث العلمي غريبة وأشار إلي واقعة حدثت مع الدكتورصبحي السحيمي حيث توصل أيام ظهور جنون البقر إلي جيلاتين نباتي يصنع منه كبسولات الدواء بدلا من الجيلاتين الحيواني الذي تصنع منه حاليا وأحد رجال الأعمال صاحب شركة أدوية علم بالمشروع و طلب الحصول عليه واستخدامه في شركاته و كان الأمر يتطلب منه شراء أجهزة بحوالي 120 ألف جنيه لكن رجل الأعمال رفض و قال للباحث بسخرية «اشتري لك غسالة أهي حاجة بتدور والسلام أما المشروع الأكثر جدلا هو اختراع مبيد مقاوم للعفن البني الذي يصيب البطاطس والأراضي وهذا المبيد الحيوي الصديق للبيئة توصلت إليه الدكتورة سناء سليمان و هو أول تسجيل مصري و عالمي لمقاومة العفن البني في البطاطس. و تقول الدكتورة سناء سليمان صاحبة المشروع إن هذا المبيد تم تجريبه في أراضي زراعية بالاشتراك مع وزارة الزراعة ونجحت التجارب في القضاء علي العفن البني في البطاطس حيث يقوم المبيد الحيوي بعمل غسيل للعفن البني في البطاطس و قد قامت وزارة الزراعة بمنح الباحث قطعة أرض مصابة بالعفن وتمت زراعتها ورشها بالمبيد الحيوي و تم القضاء علي العفن البني.