بعد عدة أشهر من الرفض بعناد حتى مجرد التفكير في خفض مستويات القوات الأميركية في العراق قرر الرئيس الأميركي جورج بوش فجأة أن هذه الفكرة لم تعد من المحرمات. وأثار بوش هذا الاحتمال أثناء زيارة مفاجئة لقاعدة جوية في الصحراء في محافظة الأنبار بالعراق قائلا انه توجد علامات على تحسن الأمن وانه قد يتم سحب بعض القوات الأميركية من البلاد إذا استمر هذا الاتجاه. ورغم انه صاغ كلماته بحرص ولم يقدم وعودا إلا أن تصريحه كان نوعا من التنازل الذي نادرا ما يتم سماعه من بوش الذي جعل الفكر الأحادي السمة المميزة لرئاسته وسلوكه في الحرب التي لا تتمتع بشعبية في العراق وربما كان بوش يحاول تبديد بعض الضغوط المتنامية التي يواجهها وهو يتجه إلى مواجهة مع الكونجرس الذي يتزعمه الديمقراطيون بشأن استراتيجيته في العراق. وقال بوش وهو يجلس مع الصحافيين في طائرة الرئاسة بعد أن أجرى محادثات استمرت سبع ساعات مع مسؤولين أميركيين وعراقيين على الأرض أن احتمال إجراء مشاورات بشأن خفض القوات قد يبدأ خلال أسابيع إن لم يكن خلال أيام وقال بوش وهو يشير إلى التقرير الذي من المتوقع تقديمه إلى الكونجرس يوم الثلاثاء المقبل والذي يشمل تقييما للموقف في العراق «في اللحظة الأولى التي ستجري فيها أي مناقشات بشأن مستويات القوات ستكون بعد أن يعود الجنرال (ديفيد) بتريوس والسفير (ريان) كروكر إلى واشنطن». وأضاف وهو في طريقه إلى سيدني لحضور قمة دول آسيا والمحيط الهادي «أي إعلان أيا كان سيكون بعد أن يعود هؤلاء الأشخاص لتقديم تقريرهم» ولم يذكر بوش عدد لقوات التي قد يتم سحبها أو متى يتم ذلك وأصر مثلما يفعل دائما على ان أي قرارات ستستند إلى تقييم القادة العسكريين وليس للاعتبارات السياسية في واشنطن. لكنه أوضح انه يرى أن الموقف يتغير على الأرض في الأنبار واجزاء أخرى من العراق مما شجعه على أن يتكهن بشأن الاحتمالات الافتراضية لخفض القوات. وأشاد بوش بما يرى انه تقدم مهم في كبح العنف في محافظة الأنبار التي كانت معقلا في السابق للتمرد العراقي حيث انضم قادة العشائر السنة إلى القوات الأميركية في القتال ضد عناصر تنظيم القاعدة. ويقول بعض الديمقراطيين إن الرئيس الأميركي يحاول إظهار منطقة واحدة من الانجازات متجاهلا اوجه الفشل العديدة لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي للترويج للمصالحة الوطنية وكبح الاقتتال الطائفي.