اعتبر محللون ان تلميحات الرئيس الأميركي جورج بوش الى خفض مستوى القوت الاميركية بالعراق مناورة سياسية وليس تغييرا في سياساته. وأضفت زيارة بوش الاسبوع الماضي والتي لم يعلن عنها مسبقا الى قاعدة الأسد الجوية بصحراء محافظة الانبار غرب العراق أجواء درامية على تصريحه بأنه في حالة تحسن الأمن بقدر أكبر في العراق فقد يتطلب الأمر عددا أقل من القوات وهو تصريح كرره في سيدني خلال مشاركته بقمة آسيا والمحيط الهادي الاقتصادية. ولا يناقش بوش مطلقا خفض مستوى القوات علانية ودأب على الرد على أسئلة الصحافيين بخصوص التعديلات في مستويات القوات بقوله انه يتشاور مع قادته العسكريين على الأرض بخصوص مثل تلك القرارات. لكن محللين قالوا ان استعداده الجديد للتحدث بشأن هذا الاحتمال جزء من استراتيجية مخطط لها جيدا حتى يضمن أن تكون له اليد العليا في المواجهة السياسية مع الديمقراطيين بخصوص الحرب التي لا تجد لها شعبية بالولايات المتحدة. وقال المحلل بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن انتوني كورديسمان «أعتقد أن قدرا كبيرا مما قاله بوش كان يتعلق بمناورة سياسية وليس بشيء فعلي». وسلط بوش الضوء على التقدم في كبح العنف والمصالحة بين الفصائل العراقية رغم أن بعض التقارير ومن بينها تقرير أصدرته هيئة تابعة للكونغرس لاسبوع الماضي شكك في مدى ما تحقق من تقدم. واستشهد بوش بالمكاسب الأمنية التي تحققت في الآونة الأخيرة وقال انها اذا استمرت فقد يكون من المحتمل خفض مستوى القوات. غير أن كورديسمان أشار الى أن من المتوقع منذ فترة طويلة خفض عدد القوات الأميركية بالعراق البالغ عددها 168 ألفاً. ويقر مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) منذ أشهر بأن الزيادة البالغة نحو 30 ألفاً في عدد القوات بالعراق والتي أمر بها بوش في بداية العام الحالي لها حدود زمنية بسبب جداول تناوب القوات. وتثور مخاوف من أن تمديد الزيادة لفترة أطول من اللازم قد ترهق كاهل الجيش وهو ما تعهد وزير الدفاع روبرت جيتس بتجنبه. وتستدعي الحاجة تدوير وحدات اضافية نشرت في اطار الزيادة في حجم القوات ونقلها الى خارج العراق بين ابريل واغسطس المقبلين من أجل الوفاء بتعهد بعدم تجاوز نوبات خدمتهم 15 شهرا. وقال استاذ الشؤون الحكومية بجامعة جورج تاون ستيفن وايني ان بوش لم يظهر أي مؤشر على أنه يوشك على تقديم أي تنازل لمنتقديه. واضاف «حقيقة الأمر هي أن الرئيس لم يغير سياسته قيد أنملة منذ بدأ التدخل العسكري في العراق في مارس 2003». وقال «لقد أقنع نفسه بوضوح بأن ما يفعله هو الصواب».