ارتفع عدد أثرياء الشرق الأوسط بنسبة 11.9 في المئة متجاوزاً 340 ألف مليونير خلال عام 2006 مقارنة بالعام 2005. وارتفع حجم ثرواتهم بنسبة 11.7 في المئة متخطياً 1.4 تريليون دولار، على رغم التراجع الحاد في أسواق المال الإقليمية الذي بلغت نسبته في بعض أسواق المنطقة 75 في المئة. وسجلت الإمارات العربية المتحدة أعلى معدل زيادة في عدد الأثرياء بنسبة 15.4 في المئة ليصلوا إلى 86100 مليونير، تلتها السعودية بنسبة 11.8 في المئة إلى 89 ألف مليونير، بحسب التقرير العالمي للثروة، الذي كشفت عنه «ميريل لينش» و «كابجميني» العالميتان في دبي. وقدر التقرير عدد أثرياء العالم (الذين يملك الواحد منهم أكثر من مليون دولار بخلاف السكن والسلع الاستهلاكية) بنحو 9.5 مليون مليونير، بلغ حجم ثرواتهم 37.2 تريليون دولار بمتوسط نمو عالمي نسبته 11.4 في المئة. وأشار التقرير الى أن عدد أثرياء العالم «ارتفع بنسبة 8.3 في المئة، فيما بلغ معدل الزيادة في عدد الأثرياء الكبار (الذين لا تقل ثروة الواحد منهم عن 30 مليون دولار بحسب المعيار المشار إليه سابقاً) 11.3 في المئة، ليصل عددهم إلى 94970. وسجلت الأسواق الناشئة حضوراً قوياً، إذ سجلت الهند وسنغافورة أعلى نسبة زيادة في عدد الأثرياء بمعدل 21.2 في المئة في سنغافورة و20.5 في المئة في الهند. وأكد عماد الأعور أحد المديرين التنفيذيين في «ميريل لينش» ل «الحياة»، «أن حجم الثروات الخاصة وعدد الأثرياء في المنطقة «تأثر بقوة في التراجع الحاد الذي شهدته أسواق المال الإقليمية، غير أن النمو الاقتصادي القوي لدول المنطقة عوّض هذا التأثير السلبي وحافظ على معدلات النمو القوية في أعداد الأثرياء وحجم ثرواتهم». وتوقع التقرير «تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي خلال السنة الجارية بما يجعل الاقتصادات الناضجة تنمو بوتيرة أكثر اعتدالاً». وأشار إلى ان «جانباً مهماً من الثروات الخاصة في العالم شهد تحولاً الى الاستثمارات العقارية العام الماضي»، مقدراً حجم الصفقات العقارية المباشرة ب «نحو 682 بليون دولار بزيادة نسبتها 38 في المئة مقارنة بالعام السابق». واعتبر التقرير ما سماه «أعمال البر والاحسان» اختراقاً مهماً في تقرير الثروة لعام 2006، إذ تبين «أن الأثرياء أنفقوا 285 بليون دولار في هذا المجال». وأشار التقرير الى «أن معدل نمو مجمل الإنتاج المحلي الحقيقي وقيمة الأسهم السوقية، وهما المحرّكان الأساسيان في خلق الثروة، تسارعا خلال عام 2006، ما ساعد على زيادة عدد الأثرياء في العالم وفي مجموع الثروات التي يسيطرون عليها، كما نمت قيمة الشركات السوقية بسرعة في أوروبا والمحيط الهادئ الآسيوي وأميركا اللاتينية». وأكد المدير المقيم في الشرق الأوسط لمجموعة الزبون الخاص الشاملة في «ميريل لينش الشرق الأوسط» جونتي كروس ان الشرق الأوسط «كان المنطقة الوحيدة التي شهدت تشتتاً في الثروة بدل ترسيخها»، مشيراً إلى ان الطلب العالمي على النفط عام 2006 «ساعد على زيادة عدد الأثرياء بمعدل 11.9 في المئة. لكن التصحيح الذي حصل في سوق الأسهم جراء الأسعار المبالغ فيها قبل التصحيح زعزع قيمة الشركات السوقية وأدّى الى تباطؤ في تراكم مجموع الثروات».