كوريا نموذجا لدفع النمو فى افريقيا

طالما كان القادة الأفارقة يحجون إلى بكين لسنوات سعيا وراء الحكمة الصينية ففى توسيع اقتصادها الناشئ، و كان هذا دون فائدة .. وأخيرا توجهن أنظارهم نحو كوريا الجنوبية.
فمع حجم السكان المماثل لعدد سكان بعض من الدول الأفريقية وحكايات الحروب المدمرة والاستغلال الاستعماري، تعد كوريا الجنوبية كقوة اقتصادية وديمقراطية نامية هى النموذج ألافضل للقارة الافريقية من الصين، وهي بلد واحد يزيد عدد سكانها عن عدد سكان أفريقيا كلها.
ففي اجتماع كبير مع القادة الأفارقة هذا الأسبوع، تعهدت كوريا الجنوبية بتقديم 590 مليون دولار في صورة مساعدات وقروض، ولكنها أيضا تعهدت بما لا يمكن لاى اقتصاد اخر أن يوفره: وهو تجربتها التنموية.
حظوظ متباينة بين كوريا الجنوبية والعديد من البلدان الأفريقية ، توضيح لماذا يتطلع قادة دول القارة الغنية بالموارد إلى محاكاة رابع اكبر اقتصاد فى آسيا التي ساعد استثمارها الثقيل في التعليم وتطوير البنية التحتية فى انعاش النموالعام .
ولكن قد يكون من الصعب استنساخ بعض أجزاء من النموذج الكوري الجنوبي ، حيث أفريقيا تعتمد على صادرات السلع الأولية، في حين بنت كوريا الجنوبية اقتصادها على تصدير السلع المصنعة.
في خمسينيات القرن العشرين، وبعد انتهاء الحرب الكورية، كان اقتصاد كوريا الجنوبية اضعف من اقتصاد العديد من البلدان الواقعة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية المستقلة حديثا، مثل غانا.
والآن، هي واحدة من الاقتصادات الخمسة عشرة الكبرى في العالم ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي يقدربنحو23 الف دولار، وبما يزيد عن 15 ضعف لنصيب الفرد فى دول غرب افريقيا المنتجة للكاكاو المنتجة للذهب والنفط.
وزيرة المالية الأوغندية ماريا كيوانوكا التي حضرت الاجتماع الكوري الافريقى للتعاون الاقتصادي الذي انهى اعماله فى جوهانسبرج يوم امس الخميس، قالت ان" كوريا بدات من حيث نحن قادمون الان ، و على مدى السنوات الستين او الخمسين الماضية .. تعد كوريا هى البلد الوحيد الذى تحول من دولة متلقية للمساعدات الكبيرة الى دولة تقدم المساعدة الرئيسية.
بعد الحرب، بدات كوريا الجنوبية بناء اقتصادها بالصناعات الثقيلة كثيفة العمالة ، مثل الحديد والصلب وبناء السفن، واستخدمت بعد ذلك رأس مالها البشري للتوسع في القيمة المضافة للتصنيع لتصبح رائدة عالميا في مجال الالكترونيات ورقائق ذاكرة الكمبيوتر.
وتحتاج كوريا الجنوبية ستة أسابيع فقط لإنتاج عدد السيارات بما يوازى ما تنتجه جنوب أفريقيا -أكبر دولة أفريقية منتجة للسيارات- فى عام واحد.