أبدي المثقفون شعورا بالارتياح البالغ والاحتفاء بالتحرك الحاسم للرئيس عبد الفتاح السيسي للقضاء على إشكالية العشوائيات في غضون عامين فيما عبروا عن ادراك عميق لمغزى هذا التحرك الثوري الإنساني وجوانبه المتعددة التي تتضمن "مواجهة العشوائية بكل ما تعنيه من مفاهيم وسلوكيات سلبية" . وتجلت مفردات وتعبيرات التفاؤل والارتياح والثقة بالمستقبل في العديد من المقالات والطروحات لمثقفين مصريين حول التحرك الحاسم للقضاء على إشكالية العشوائيات وضرورة تخليص مصر من هذه الآفة التي كانت نتيجة إهمال سنوات طويلة. ومع حلول شهر رمضان الفضيل قالت الكاتبة والأديبة سكينة فؤاد انه ليس هناك اجمل واعظم من استقبال الشهر الكريم من إنقاذ سكان العشوائيات ورد آدميتهم واعتبارهم في بيئات إنسانية "وان تستكمل المهمة والمشروع الإنساني والاجتماعي والأخلاقي والوطني بتوفير شروط ومقومات الكرامة والاحترام". ونوهت هذه الكاتبة الروائية والصحفية الكبيرة بأن "الرئيس ينجز وعدا جديدا من الوعود التي اعلنها وهو يمتثل لإرادة عشرات الملايين ويتولى دفة قيادة هذا الوطن, كان الوعد وضع نهاية لعار وجريمة ان يعيش جموع وآلاف المصريين في ظروف غير آدمية وتحت أقسى درجات الهوان والذل الانساني في مناطق مهمشة وخطرة". واضافت سكينة فؤاد :"شعب وقائد وملحمة عظيمة عاشتها مصر في عامين يراها ويدركها ويحسها كل صاحب ضمير ومصداقية" فيما لفتت لفيض من الحكايات عن الوجوه المصرية الطيبة في تلك المناطق العشوائية والفرحة الغامرة بانتقالهم لحياة جديدة بمعطيات إنسانية في إطار "مواصلة دور الدولة في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الثقافية والحضارية". وحول تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ان سكان المناطق العشوائية هم أصحاب قيم ومباديء خلافا لما حاول البعض تصويره باعتبارهم بؤر لتصدير المشكلات للمجتمع قالت الكاتبة سكينة فؤاد "رؤية الرئيس يدركها ويتفق معها كل من يقرأ باحترام وبفهم قسوة الواقع الذي عاشته هذه الجموع من المصريين ويدرك ان المعالجة والتناول الأفضل لا تكون بإبراز الجوانب السلبية فقط وضرورة إضاءة الجوانب الإيجابية التي لم تهزمها قسوة ما عاشوه وكابدوه ". ورأت أن ما يحدث الآن على ارض الواقع المصري للقضاء على إشكالية العشوائيات يستدعي إبداعا أدبيا بقراءة محبة وعميقة لأهمية وروعة هذه التحولات وأبعاد التجربة الإنسانية التي يعيشها الآن الملايين من المصريين" معتبرة أن هذه "المهمة تنتظر أجيالا رائعة من المبدعين الشباب". ورأى الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة في مشهد "العمارات الجديدة لأهالي الدويقة ومنشية ناصر بداية جديدة وعد بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لنتخلص خلال عامين من عار العشوائيات" فيما ذهب إلى أن "حكاية المسلسلات وأفلام العشوائيات لن يكون لها مكان بيننا لأنها انتشرت حين غابت الرحمة واختفى العدل". ولفت بعض المعلقين إلى الحقيقة المتمثلة في أن "مشروع الأسمرات ليس مجرد وحدات إسكانية جديدة لسكان العشوائيات أو نقل سكان منطقة عشوائية لمنطقة أخرى أكثر تخطيطا وتحضرا وإنما الأمر يتعلق بفكر ورؤية قائد يسعى للتخلص من العشوائية بكل ما تعنيه من مفاهيم وسلوكيات سلبية". وهذه الرؤية للقائد الذي اختاره شعب مصر منذ نحو عامين تعيد الأمل للمصريين في مستقبل افضل بدولتهم المدنية الحديثة فيما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد اعلن مؤخرا ان حجم الاستثمارات التي تم إنفاقها على مشاريع تنموية قومية كبرى يصل الى تريليون و40 مليار جنيه وتتضمن هذه المشاريع إقامة مجتمعات عمرانية متكاملة بمفهوم عصري ليعيش فيها سكان المناطق العشوائية والخطرة فضلا عن ايجاد مصدر دخل دائم للأسر الفقيرة . ومشروع "حي الأسمرات" في مدينة "تحيا مصر" بالمقطم يستهدف تفريغ عشوائيات "منشية ناصر" و"الدويقة" ويتكون من ثلاث مراحل ويضم 18 ألفا و440 وحدة سكنية فيما تنتهي مرحلته الأخيرة بعد نحو عام واحد . وإذ يعيش الشعب المصري لحظة فارقة للانطلاق نحو مستقبل افضل يؤكد الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة في سياق قراءته لمشهد المساكن الجديدة التي ينتقل لها سكان بعض العشوائيات على أن هذا المشهد "والرئيس عبد الفتاح السيسي يسلمهم عقود الشقق الجديدة" يجسد قيمة العدالة واستعادة العدل الذي غاب طويلا في الماضي. والعشوائيات قد تكون أكثر حصاد الماضي مرارة واكثر ملامح الأزمة العامة وضوحا عندما أغمضت الدولة عينها على مدى عشرات الأعوام وتظاهرت بأنها لا ترى ملايين البشر وهم يعيشون في مناطق خطرة وغير آمنة وتفتقر للحد الأدنى من معايير الحياة الإنسانية فيما مضت العشوائيات تنتشر كالبثور على جسد الوطن ولم تعد تنحصر ابدا في "الدويقة" او "منشية ناصر" و "اسطبل عنتر" و"عزبة خير الله" . وحسب تقارير وتحقيقات صحفية توالت في الآونة الأخيرة فان هناك نحو ثمانية ملايين مواطن يعيشون في مناطق عشوائية يصل عددها لنحو 1200 منطقة بكل أنحاء البلاد من بينها 350 منطقة خطرة فيما تتركز اكبر نسبة من سكان العشوائيات حول "القاهرة الكبرى" . وجاءت الملحمة الوطنية التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعلي من معنى "الحياة سويا تحت سماء واحدة في وطن واحد " لتنهي هذه الملحمة سياق "الإهدار الممنهج لحقوق ملايين المصريين وتشوهات طبقية نالت حتى فئات عديدة من الطبقة الوسطى فضلا عن نزيف سكاني من الريف للمدن أفضى لمزيد من الكتل المهمشة في أحزمة البؤس وإحياء الصفيح". من هنا لا مبالغة في وصف ما يحدث الآن على ارض الواقع المصري "بالملحمة الثورية ذات الوجه الإنساني بمشاريع تضمن تحويل سكان العشوائيات السابقة لقوة إنتاجية ودمجهم بصورة طبيعية في كل الأبنية المجتمعية ومن اجل إن يعيش كل المصريين معا بكرامة". وهذه الملحمة الوطنية المصرية التي تكفل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بل وحق الحياة لملايين المصريين ديمقراطية بالضرورة لأنها في صالح ملايين المصريين كما أنها نافذة لجوهر ومعنى حقوق الإنسان بعيدا عن الرطانات الايديولوجية والشعارات التي لاتسمن ولا تغني عن جوع فيما قد يتاجر بعض أصحاب هذه الشعارات بآلام المهمشين والبؤساء من اجل مزيد من الرفاهية والامتلاء السمين!. وقد يكون ذلك أيضا هو الرد الحقيقي على صحافة الشمال الاستعماري المتربص بمصر والقصص الملفقة التي تتوالى في فضاء التدفق الإعلامي الغربي اللامتوازن. ولعل هذه الملحمة التي يقودها عبد الفتاح السيسي ومعه كل وطني مصري بحاجة لابداعات عديدة ومتنوعة ترصد خارطة حركتها وفضاء تدفقها ومغالبتها للتحديات الجسام والمعضلات التاريخية وموروث الماضي وتركة الترهل وما تفرزه وستفرزه هذه الثورة من تغيير في الواقع المصري وتحليل متبصر للمتغيرات وصراع التحولات واستبصار مفاهيم الحياة الجديدة. إنها ملحمة تفرض تلقائيا الفرز بين من يقف مع مصر والمصريين ومن يقف ضد مصر والمصريين..ملحمة بوصلتها موجهة ضد أهل الشر الذين يسعون لدفع مصر لهاوية الدول الفاشلة ودوامة بلا قرار و"الثقب الأسود" أو ما يعرف "بالعالم الرابع". هذا "العالم الرابع" الذي تفضلت العولمة بتخصيصه للدول الفاشلة وأشباه الدول لتعيش شعوبها في ظل نوع من الإقصاء الجماعي والحجر المعولم من بقية دول العالم وكأنها تحولت لعشوائية معولمة مكانها "الثقب الأسود" الذي لا يجوز أن تخرج منه حتى لا تهدد العالم المتمدين أو تجرح مشاعره بسحنتها المؤذية وتعوق فضاء التدفق المعولم!. لكن ها هي مصر كعادتها تصنع التاريخ والمعنى وتقدم "الهوية المقاومة" بثورة إنسانية يقودها زعيمها بفهم عميق لحركة التاريخ وطبيعة الأزمة وتناقضات المرحلة وصراعات العصر..إنه "إبداع مصري مركب ومتراكم ومتعدد المستويات نبت من الأرض المصرية الطيبة ونسغها النيلي ووليد عشق لمصر الخالدة..ها هي مصر تقدم للعالم ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.