بعد غياب طويل عن المشهد العربي والدولي عادت قضية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل تطل من خلال دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للعودة إلى المفاوضات وان هناك فرصة حقيقية لسلام حقيقي يحترم إرادة الشعب الفلسطيني ويؤكد حقه في إقامة دولته.. كانت القضية الفلسطينية قد تراجعت كثيرا وأخذت مكانا بعيدا في قائمة القضايا العربية بعد ان ظلت سنوات قضية العرب الأولى شعوبا وحكومات.. كانت هناك أسباب كثيرة وراء ذلك بدأت بالحرب التي اشتعلت يوما بين حماس وفتح وانتهت بإعلان استقلال غزة عن الدولة الفلسطينية وزعامة الرئيس أبومازن.. ثم كان الصراع المسلح بين الفصائل الفلسطينية وكيف كان سببا في تراجع الاهتمام العربي بالشأن الفلسطيني بل ان الشارع العربي نفسه انقسم لأول مرة حول القضية الفلسطينية.. وبعد هذه المواجهة كانت الكوارث التي لحقت بالمنطقة كلها وبدأت بإحتلال أمريكا للعراق وتوابع ذلك في انقسام الصف العربي في حرب الخليج ثم كانت ثورات الربيع العربي وما ترتب عليها من نتائج وكانت أحداث سوريا هي الأكثر عنفا في المنطقة كلها ثم كان سقوط اليمن في يد الحوثيين وظهور داعش في كل بلاد المنطقة ابتداء بليبيا وانتهاء بسوريا والعراق.. كل هذه الأحداث خرجت بالقضية الفلسطينية من المشهد العربي والدولي تماما.. والآن يعيد الرئيس عبدالفتاح السيسي القضية إلى مسارها من خلال دور مصر وهو أهم الأدوار في هذه القضية حربا وسلاما فقد كانت مصر دائما تمثل الدعم الحقيقي للشعب الفلسطيني.. وحين يطالب الرئيس السيسي الفصائل الفلسطينية بأن توحد كلمتها فهو يضع يده على أهم جوانب القضية لأن الانقسام الفلسطيني هو الذي أعطى لإسرائيل كل الفرص لكي تشوه الموقف الفلسطيني وان الفلسطينيين لا يريدون السلام، وعلى الجانب الآخر فإن رسالة الرئيس إلى إسرائيل والتي استقبلتها بترحيب كبير تؤكد ان مصر مازالت مهمومة بقضايا أمتها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وان هناك فرصة حقيقية للسلام وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.. ان دعوة الرئيس تأكيد لدور مصر وتجربتها في رحلة السلام وان على الجميع ان يعودوا إلى المفاوضات مرة أخرى. نقلا عن جريدة الأهرام