المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين هي الطريق الوحيد للوصول إلي السلام في الشرق الأوسط ووضع حد للصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من ستين عاما حتي الآن.. وقد فعلها الرئيس السادات - رحمه الله - منذ اكثر من 33 عاما حين انطلق بطائرته الي تل ابيب في مشهد دراماتيكي لم يكن لأحد من المناضلين الاشاوس في الماضي او الحاضر او المستقبل ان يتخيله واستطاع بشجاعة نادرة ان يكسر حاجز الخوف ويسبق الزمن ليصل إلي حقيقة واحدة ومنفردة هي انه لا سلام او استرداد للارض الا بالمفاوضات المباشرة مع العدو. وكان السادات بهذه الخطوة الجريئة غير التقليدية سابقا لعصره لوضع حد لهذا الصراع المأساوي ليسترد للامة العربية كرامتها بعد قرار الحرب الشجاع والجريء ايضا ويحطم اسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر والذراع الطويلة للطيران الإسرائيلي وينتصر الجيش المصري ويحقق اروع واجمل انتصاراته في العصر الحديث لابد ان نذكر هذا التاريخ المجيد الذي سطره الرئيس الراحل انور السادات وساعده عليه قادة عظام من ابناء مصر ونبت ارضها الطيبة منهم الرئيس حسني مبارك الذي قاد الضربة الجوية الاولي التي فتحت الباب لتحقيق هذا النصر العظيم.. الان وبعد اكثر من ثلاثين عاما كان اللقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ ايام قليلة في القاهرة وضم اللقاء مجموعة من الزملاء رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة والكتاب ونقيب الصحفيين وعددا قليلا من القادة الفلسطينيين.. كان ابومازن كعادته صريحا وواضحا علي الرغم من انه كان مهموما ويحمل علي كتفيه هموم ومشاكل الشعب الفلسطيني بأسره ومختلف طوائفه ويتطلع الي اليوم الذي ترفرف فيه اعلام الدولة الفلسطينية علي مآذن وكنائس القدس والمسجد الاقصي بعد زوال الاحتلال وينعم الشعب الفلسطيني مثل باقي شعوب العالم.. تناول الحديث محاور كثيرة تدور كلها حول القضية الفلسطينية والموقف العربي وكيفية الخروج من المأزق الراهن لاستئناف عملية السلام والدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي كان ابومازن واضحا وصارما في حديثه عن المفاوضات وضرورة استئنافها دون شروط ولكن بضمانات مؤكدة من اي طرف من الاطراف الفاعلة بضرورة حل مشكلة أمن الدولة الفلسطينية وتحديد حدودها بشكل واضح حتي حدود عام 7691. وفرضت اسرائيل نفسها بالقوة وبدعم الولاياتالمتحدة والمجتمع الغربي الذي يتعاطف مع يهود العالم ويحاول التكفير عن المحارق التي نصبها هتلر لليهود ابان الحرب العالمية الثانية وطالبنا ابومازن بضرورة الحضور الي الضفة والقدس لزيارته وزيارة ابناء الشعب الفلسطيني وهم تحت الاحتلال لمؤازرتهم ورفع معنوياتهم وحين قال له احد الزملاء ان هذه الزيارات تعني التطبيع مع اسرائيل لانه لابد من الحصول علي تأشيرة اسرائيلية والهبوط في مطار تل ابيب انفعل ابومازن قائلا اين التطبيع في هذه الحالة؟ فالتطبيع سيكون حين تزور اسرائيل ولكنك تحضر لزيارة اشقائك الفلسطينيين وتساءل هل التطبيع يكون مع السجين ام مع السجان.