شهدت البورصة المصرية اسبوعا من الزمن الجميل من تحطيم للارقام القياسية إلى عودة قيم التداولات للمليار جنيه، وامسك المصريون بعجلة القيادية واحكموا ايديهم عليها، الا ان الاحتجاجات في محيط السفارة الامريكية بالقاهرة للتنديد بالفيلم المسىء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان له اثر سلبي على اداء السوق خلال جلستي نهاية الاسبوع، فهل تعود البورصة لتنتظر رد فعل الشارع ام تتجاهله وتنظر للمستقبل في ظل اهتمام الحكومة بتنشيط عجلة الاقتصاد؟. وقال احمد العطيفي مدير ادارة الاستثمار بشركة الجذور القابضة للاستثمارات المالية ان البورصة حلقت عاليا خلال الاسبوع الثاني من سبتمبر بايادي محلية، وبالاخص الافراد الذين ظهرت قوتهم في ارتفاع مؤشر "ايجي اكس 70 "، مضيفا ان القطاعات التي تميزت خلال الاسبوع العقارات والبنوك وخاصة سهم "البنك التجاري الدولي"، كما شهد السوق ولأول مرة منذ فترة ليست بالقليلة تداولات بلغت مليار جنيه مما يعني وجود سيولة قوية، وسجل سهم "اوراسكوم للانشاء والصناعة أعلى سعر منذ عام مسجلا 295 جنيه. واستطرد قائلا "رغم الارتفاعات والارقام القياسية الا ان نهاية الأسبوع كانت مؤلمة بسبب الاحتجاجات حول السفارة الامريكية في مصر وايضا احداث السفارة الامريكية في ليبيا التي القت بظلال سلبية على اداء السوق". واشار العطيفي الى ان هناك بعض الانباء الايجابية التي لم يتعامل معها السوق منها تثبيت وكالة موديز التصنيف الائتماني لمصر، وهو ما يعني تحسن الاوضاع الى حد ما، ومن المتوقع ان تنتهج باقي وكالات التصنيف الائتماني نفس النهج وتثبت تصنيف مصر هي الاخرى. واوضح مدير ادارة الاستثمار بشركة الجذور القابضة للاستثمارات المالية ان هناك اسهم كان ادائها خلال الاسبوع افضل من السوق، مثل قطاع العقارات وحديد عز، وبالنسبة لاداء السوق خلال الاسبوع القادم فذلك يتوقف على الاحداث الجارية عند السفارة وتطوراتها والمليونيات المتوقعة غدا الجمعة. ولفت احمد العطيفي إلى ان البورصة تنتظر الجمعية العمومية التي دعت اليها المجموعة المالية هيرميس القابضة مساهميها للنظر بشأن الشراكة الاستراتيجية مع شركة كيو إنفست القطرية، والتي يتم من خلالها إنشاء شركة "إي إف جي هيرميس قطر" عن طريق قيام شركة "كيو إنفست" بضخ مبلغ 250 مليون دولار الشركة الجديدة التي ستتوزع ملكيتها بنسبة 60% ل"كيو انفست" و40% لشركة "المجموعة المالية هيرميس". واضاف العطيفي اننا ننتظر توقيع اتفاقيات بعد زيارة عدة وفود لمصر والتي كان اخرها وفد امريكي بحث الاستثمارت، فضلا عن ايضاح تفاصيل تصريحات الحكومة القطرية بانها ستستثمر في مشروعات عقارية بمصر بمبلغ قدره 10 مليارات جنيه. كما نترقب ايضاح لتصريحات اوباما التي قال فيها ان الحكومة المصرية الحالية ليست بالحليف ولا العدو للولايات المتحدة، وتحذيره للقاهرة من "مشكلة كبيرة حقيقية" ان لم تؤمن الحماية للسفارة الامريكية جاءت غامضة وغير مفهومة للمتعاملين. من جانبه، توقع محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار ان تؤثر هذه الاحداث بشكل محدود خاصة وانها كانت سلمية واحتجاجية و لم تشملها اي اعمال شغب كبيرة مضيفا ان توالي الاحداث السياسية منذ اندلاع ثورة يناير الماضية أدت إلى اعتياد المستثمرين على مثل تلك الامور خلال الفترة الحالية في ظل تفهم المتعاملين ان تلك الاحداث وقتية ولن يكون لها تأثير. واضاف عادل ان البورصة كانت افضل معبر عما يحدث فى هذا البلد ودائما ما كانت مرتبطة بالاحداث السياسية السلبية، وفى نفس الوقت استجابت لكافة الاحداث السياسية الايجابية مثلما حدث عند انتخابات البرلمان والانتخابات الرئاسية، لذلك توقع الا تتأثر بعمق من جراء احداث وقتية منوها الي ان تراجعت السوق في نهاية الاسبوع كانت ترجع في الاساس الى جني ارباح بعد الارتفاعات القوية التي شهدتها اغلب الاسهم مؤخرا .