تساءلت صحيفة كريستيان مونتورالامريكية فى تقرير لها اليوم هل يمكن ان يتحمل العالم ضربة اسرائيلية لايران ؟ و جاء فيه ... انه بموجب ميثاق الأممالمتحدة، لا إسرائيل ولا الولاياتالمتحدة لديها الحق القانوني لإطلاق هجوم عسكري استباقي على إيران. و هل يريد العالم قادة لهم حرية شن هجمات عسكرية على بلدان أخرى ببساطة لمجرد افتراض نية عدائية وتملك القدرة العسكرية والآن بعد ان وصلت مفاوضات ايران حول برنامجها النووي الى طريق مسدود، نحن نسمع مرة أخرى أن إسرائيل، مع أو بدون مشاركة الولاياتالمتحدة، على وشك أن تقصف إيران. بل ذهب الامر بنائب وزير الخارجية الاسرائيلى داني أيالون يوم الأحد الماضي، ان دعا إلى إعلان دولي بأن الجهود الدبلوماسية لوقف تخصيب طهران لليورانيوم قد باءت بالفشل. ومثل هذا الإعلان من شأنه أن يجعل من الواضح أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة "لاسرائيل والولاياتالمتحدة، وحلف شمال الاطلسي. تقارير اخبارية اخرى تفيد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول ان قرارمهاجمة إيران سيتخذ في خريف هذا العام. و ترى الصحيفة الامريكية ان ما على المحك الآن ليس فقط تهديدا بحرب كبيرة في منطقة مضطربة، ولكن الأهم على المدى البعيد، مستقبل عملية السلام الدولي نفسه... فبعد أهوال الحرب العالمية الثانية، سعت الدول إلى إقامة نظام دولي يكفل الحفاظ على السلام والأمن الدولي و وقع في 26 يونيو عام 1945، ميثاق الأممالمتحدة الذى يمنع أعضاء المنظمة جميعا من "التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة." وفي الوقت نفسه، اعترف الميثاق بالمادة 51 كاستثناء بالحق في الدفاع عن النفس. وتشير الصحيفة فى تقريرها ، انه تحت صيغة صارمة من الميثاق، فلا إسرائيل ولا الولاياتالمتحدة لديها الحق القانوني لتوجيه ضربة عسكرية استباقية ضد إيران. وعلاوة على ذلك، إذا شاركت الولاياتالمتحدة في مثل هذا الهجوم دون موافقة الكونجرس، فأن الرئيس الأمريكي ينتهك القانون، فضلا عن ميثاق الأممالمتحدة، والذى أصبح جزءا من القانون الامريكي. و وصف التقرير ما يسمى "بعقيدة بوش" للهجوم الوقائي بانها عقيدة خطرة تنتهك المادة 51. ولا يوجد في ميثاق الأممالمتحدة اى تبرير لضربة استباقية، ولكن جورج دبليو بوش عام 2003 شرع مع ضربات "الصدمة والرعب" على العراق، استنادا إلى تقارير استخباراتية خاطئة بأن صدام حسين كان يمتلك أسلحة الدمار الشامل. خطاب كولن باول في الاممالمتحدة في 5 فبراير2003 الذي أصر فيه على أن العراق كان يملك أسلحة الدمار الشامل، وأن الأسلحة وحدها كانت كافية لتبرير توجيه ضربة وقائية في أعقاب احداث سبتمبر ، يمثل تجاهل من المخططين لحرب العراق للمادة 51 والتي عفا عليها الزمن. لذا لا عجب فأن المخططين الإسرائيليين يعتقدون ان لديهم تفويضا قانوني مطلق لقصف الإيرانيين، حتى على افتراض ان ايران تقوم بتطوير قنبلة نووية وتنوي استخدامها ضد إسرائيل. و تختتم الصجيفة الامريكية تقريرها ، بالقول انه حان الوقت للرئيس أوباما أن يقول "لا" للإسرائيليين ، ولا مزيد من المساعدات العسكرية (البالغة الآن ما يزيد على 3 مليارات سنويا) إذا كانت ستوجه ضربة عسكرية لإيران. ويجب عليه علنا ونهائيا استبعاد امكانية مشاركة الولاياتالمتحدة في اى هجوم عسكري على إيران.