سعيا لحسم نزاعات القارة السمراء ،وفي ظل التنسيق المصرى الليبى لوضع حل لأزمة دارفور، جاء انعقاد المؤتمر الدولي لبحث سبل إنهاء الأزمة بمدينة سرت الليبية ،والذى يختتم أعماله اليوم الأحد ، وخلال المؤتمر ،حيا العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية اهتمام المجتمع الدولى بقضية دارفور ، لأن هذا الاهتمام يبرهن على اهتمامه بتحقيق السلام فى القارة الافريقية .. . وأعرب القذافى عن أمله فى أن يتوصل المؤتمر الدولى الخاص بالوضع فى دار فور إلى حل لهذه القضية .. محذرا من قيام البعض بالمتاجرة بالقضايا الدولية . وطالب القذافى المجتمع الدولى بأن يتجاهل زعماء المتمردين ، وأن يوقف المساعدات المقدمة لهم لإجبارهم على الحل السلمى . واتهم القذافي جماعات المتمردين في الاقليم بمحاولة تدويل النزاع موضحا أن بعض فصائل التمرد بدارفور لا تعتقد أن حل الأزمة يحقق مصالحها.
وفي الوقت ذاته طلب الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي من المجتمع الدولي عدم التدخل في النزاع القائم في اقليم دارفور في السودان ما لم تتفق جميع الأطراف المعنية بالبحث عن حل سياسي مؤكدا معارضته نشر قوات حفظ سلام دولية بالاقليم وأضاف أن مشكلة دارفور ليست خطيرة للسودان فقط وإنما للمنطقة وللعالم أجمع ،مشيدا بالجهود الدولية وجهود دول جوار السوادن لحل مشكلة دارفور مشيرا إلى أن المؤتمر يهدف إلى الإسراع فى حل المشكلة وإحلال السلام فى الاقليم السودانى.
وقد شارك في جلسة مناقشات مغلقة الليلة الماضية السبت وزيرا الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والسوداني لام أكول، والمبعوث الأمريكي إلى السودان أندرو ناتسيوس ومندوبون عن كندا والصين وهولندا وروسيا ووفود أوروبية وأفريقية.وسعت هذه المحادثات لتجنب الخلافات حول نشر قوات الأممالمتحدة في الإقليم والتوفيق بين عدة مبادرات مطروحة لتسوية الازمة.
و على هامش المؤتمر الدولي الخاص بالوضع فى دارفور ،بحث أحمد أبو الغيط وزير الخارجية مع مبعوث الاممالمتحدة لشئون السودان جان الياسون اخر تطورات الاوضاع فى اقليم دارفور والجهود الهادفة إلى تحقيق السلام هناك.وأوضح أبو الغيط أنّ مصر عرضت المشاركة بأكثر من 800 جندى فى قوة حفظ السلام بدارفور ،قائلا "إن مصر أكدت استعدادها للنظر في إيفاد المزيد من القوات في هذا الشأن كما أنها ترى أن توسيع القوة الإفريقية بالمكون الدولي يفترض أيضًا توسيع اتفاق أبوجا وانضمام جميع أطراف المعارضة والتمرد إليه، بما يحقق التوافق الدارفوري الداخلي وينهي الاقتتال لتتمكن قوات حفظ السلام الإفريقية من العمل في ظروف تجعلها قادرة على تحقيق المهمة الموكلة إليها.
ومن جهته أكد أمين شؤون الاتحاد الأفريقي في ليبيا علي التريكي الحاجة لإيجاد آلية تجمع في البداية بين الدول المتأثرة بأزمة دارفور وهي السودان وليبيا وتشاد وإريتريا، ثم بعد ذلك فصائل التمرد التي لم توقع على اتفاق أبوجا وأضاف أنه يجب عقد اجتماع خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة مع هذه الفصائل وأشار الى استضافة ليبيا اربعة مؤتمرات قمة فى هذا الشأن .
فى حين أعلن سالم احمد سالم مبعوث الاتحاد الافريقي قبل بداية المؤتمر ان "ما يحدث على الارض في دارفورأمرغير مقبول ويجب على الحكومة السودانية ان تتحمل مسؤولية الامن في هذا الاقليم كذلك يجب على المتمردين ان يتحملوا مسؤولية ما يفعلون". مؤكدا أن اهمية هذا الاجتماع تكمن في مشاركة "كل الاطراف الفعالة فيه ولاسيما تلك التي تمثل دول مجلس الامن" موضحا انه تواكب مع المؤتمرتنظيم احتجاجات في أجزاء مختلفة من العالم اليوم الاحد من أجل حث المجتمع الدولي على التدخل لحل أزمة دارفور. ويقول "منظمو حملة "اليوم العالمي من أجل دارفور" ان الاحتجاجات تنظم في 35 عاصمة في أنحاء العالم بمناسبة الذكرى الرابعة لاندلاع النزاع. وقد وقع بعض المشاهير المشاركين في الفعاليات من أمثال ميك جاغر وجورج كلوني بيانا اتهموا فيه العالم باللامبالاة. ويقوم المشاركون بالدوران حول أكواب على شكل ساعات مملوءة بسائل احمر يمثل دماء ضحايا دارفور رافعين شعار "حان الوقت لحماية دارفور". وتضمنت الفعاليات الأخرى مسيرة عند الظهر في لندن مقابل مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ومسيرة في روما الى الكولوسيوم ويوم فعاليات ثقافية في القاهرة من بينها عرض فيلم وثائقي بعنوان "الجهاد على ظهور الجياد". ومن ناحية أخرى، صرح مبعوث الاتحاد الأوروبي بيكا هفاستو بأن المؤتمر مقدمة لحل سياسي في دارفور، وفرصة للضغط على الحكومة السودانية لتنفيذ خطة الأممالمتحدة لنشر قواتها بالإقليم في أسرع وقت.مؤكدا ضرورة اتساع دائرة الحوار السياسي لتشمل العناصر المتمردة غير الموقعة على اتفاق أبوجا
يذكر أن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي لديها تفويض للبقاء في دارفور حتى يونيو القادم ، وقد وافق السودان في وقت سابق من هذا الشهر على المرحلة الثانية من خطة الاممالمتحدة التي تشمل نشر 3 الاف جندي وشرطي اضافي في دارفور وتقديم الدعم اللوجستي وفي مجال الاتصالات والدعم الجوي الى القوة الافريقية المنتشرة في المنطقة. وكانت القوة الافريقية تعد في الاصل سبعة آلاف رجل لكنها تفتقر الى التجهيزات والتمويل. وتتضمن الخطة التي اقترحها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان ثلاث مراحل يفترض ان تؤدي الى نشر جنود تابعين للامم المتحدة لتعزيز القوة الافريقية وتشكيل قوة مشتركة يصل عديدها الى نحو عشرين الفا,ولكن الرئيس السوداني عمر البشير لم يوافق بعد على المرحلة الثالثة من الخطة والتي تتولى الاممالمتحدة بموجبها قيادة القوات الى جانب الاتحادالافريقي.
وفى محاولة لانهاء الحرب الأهلية المستمرة ،وقعت حركة تحرير السودان بعد مناقشات دامت عدة أشهر باشراف الاتحاد الافريقى و الاممالمتحدة اتفاق ابوجا فى 5 مايو 2006 مع سلطات الخرطوم التى تمردت عليها منذ عام 2003 .وقد اسفرت اربع سنوات من القتال بين المتمردين و القوات الحكومية و ميليشيا الجنجويد العربية عن مقتل 200ألف شخص على الاقل و تشريد أكثر من 2,5مليون مما تسبب فى واحدة من أسوأ الازمات الانسانية فى العالم . 29/4/2007