تمر مصر بأيام عصيبة وأحداث مؤلمة خلفت سقوط شهداء كرام من خيرة أبناء مصر وهم يؤدون واجبهم في خدمة الوطن على أرض سيناء الغالية.. هذه الأحداث الخطيرة كشفت خللاً هائلاً في الترتيبات الأمنية في سيناء العزيزة، كما أظهرت استهتاراً في توفير الحماية الكافية لجنود مصر البواسل. لقد أكد سقوط هؤلاء الشهداء كارثة الالتزام ببنود اتفاقية كامب ديفيد الظالمة، وما فرضته على مصر من شروط مذلة تمنع من بسط سيطرتها الأمنية والعسكرية على كامل أرض سيناء حرصاً على أمن عدونا الشرقي في مقابل خراب أمننا الداخلي! إن العدو الإسرائيلي الذي قتل عشرات الآلاف من المصريين والعرب خلال سبعين سنة مضت، وقتل في العام الماضي بشكل مباشر ستة من الجنود المصريين دون سبب إلا تنفيساً عن حقد أسود على مصر والمصريين؛ لن يستنكف عن ممارسة أفعاله الباطشة سواء كانت بتنفيذه المباشر أو من خلال خونة مأجورين أو جهلاء مغرر بهم.. لا بد أن يظل هذا العدو هو المتهم الأول في كل الجرائم الحادثة على أرض سيناء؛ لأنه صاحب المصلحة الوحيد في العدوان على أرض سيناء التي احتلها خمسة عشر عاماً من قبل، ولا زال يحلم بالاستيلاء عليها في حلمه الكبير التوسعي. إننا في هذا الصدد نساند قرارات رئيس الجمهورية الخاصة بإقالة بعض المسؤولين عن هذا التقصير الذي ظهر بادياً في أرض سيناء، وكذلك بعض المسؤولين عن الفوضى الأمنية المتعمدة في جنازة الشهداء والتي صاحبها اعتداءات على رموز وطنية من بعض المأجورين. إننا نأمل أن تكون هذه القرارات بداية جديدة لرئيس الجمهورية في ممارسة كافة صلاحياته، وتحمل مسؤولياته كاملة نحو هذا الوطن بعد حالة التردد والعشوائية البادية خلال أيام رئاسته الأولى، والتي أدت إلى تشكيل حكومي مخيب للآمال أعلن عنه دون معايير واضحة، ودون شفافية مأمولة تصل الرئاسة بالشعب؛ مما عبّر عن خضوع الرئيس لإملاءات ومواءمات جعلت على رأس بعض الوزارات بعضاً من أعضاء النظام القديم. إن مصر في حاجة إلى قوة وحسم من الرئيس المنتخب المعبر عن سلطة الشعب؛ لذا فنحن ندعو رئيس الجمهورية إلى أن يواصل عملية تطهير شاملة للمؤسسة الأمنية، وان يعمل على شراكة حقيقية مع القوى والشخصيات الوطنية في صنع القرار، والاستماع إليهم والتواصل الدائم معهم حتى يساندوه في معركة التغيير التي نصبو إليها جميعاً. إننا في حزب "مصر القوية" نؤكد على خط ثابت ارتضيناه ونلزم أنفسنا به، يؤكد على ممارستنا لمعارضة وطنية قائمة لا تقوم على مناكفة السلطة الشرعية، بل على مساندة الحكومة والمؤسسات الوطنية إن أحسنت وأصابت، وعلى انتقادها ومواجهتها إن أساءت أو انحرفت عن جادة الصواب. ندعو الله في هذه الأيام المباركة بحماية مصر وشعبها من كل سوء، وأن يحفظها، وأن يرشدنا إلى ما في خير هذا الوطن. وعاشت مصر حرة. حزب مصر القوية