حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) الخميس من خطورة الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة مشددة على أهمية العمل على فتح معبر (كارني) التجاري الذي يربط هذه المنطقة بإسرائيل. وجاء هذا التحذير على لسان نائب المفوض العام (للانروا) فيليبو غراندي في مؤتمر صحافي عقده بغزة واكد فيه "ان هذه المنطقة مهددة بأن تصبح مجتمعا معتمدا على المساعدات بنسبة 100 في المئة". وقال غراندي "ان قطاع غزة سيصبح مجتمعا مغلقا ومعزولا في غضون اشهر او حتى اسابيع اذا استمر النظام الحالي للاغلاقات التي تفرضها اسرائيل على هذه المنطقة". وذكر انه قام مؤخرا بزيارة مفيدة جدا الى القطاع شاهد خلالها الأثر العميق وبعيد المدى عن قرب والذي تخلفه الاغلاقات على حياة المواطنين العاديين خاصة قطاع الصناعة الفلسطيني. واوضح انه زار بعض العائلات في بلدة بيت حانون شمال القطاع والتي يعيش سكانها في بيوت يمكن وصف وضعها ب "المأساوى" مبينا ان الانروا اضطرت لوقف مشاريعها الخاصة بمساعدة هؤلاء في إصلاح منازلهم بسبب عدم توفر مواد لمشاريع البناء. وكانت إسرائيل قد أغلقت كافة المعابر مع قطاع غزة منذ منتصف شهر يونيو الماضي، ورفضت إعادة فتحه خاصة بعد سيطرة حركة حماس على الأوضاع في القطاع. ونقل غراندي عن تقرير اصدرته الجمعية الفلسطينية لرجال الاعمال في غزة ان الخسارة الاجمالية المتراكمة على قطاع الصناعة بلغت 23 مليون دولار منذ بداية شهر يونيو الماضي. وقال انه اذا استمر هذا الوضع فحسب توقعات جمعية رجال الاعمال الفلسطينيين سيفقد نحو 120 الف عامل في قطاع غزة وظائفهم موضحا انه في قطاع البناء لوحده تم ايقاف 160 مليون دولار للمشاريع ومنها مشاريع (الانروا) وبرنامج الاممالمتحدة الانمائي ومشاريع اخرى. وناشد السلطات الفلسطينية واسرائيل وكل الاطراف الاخرى بأن تتخذ خطوات فورية لفتح معبر (كارني) التجاري شرق مدينة غزة امام الصادرات والواردات وكذلك امام البضائع الانسانية موضحا ان خطوة كهذه تعتبر استجابة لمطالب السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون واللجنة الرباعية الدولية للسلام وان تحقيقها يمكنه السماح للقليل المتبقي من اقتصاد غزة بالبقاء. وحذر من ان الفشل في فتح هذا المعبر سيؤدي الى نتائج كارثية وجو من اليأس والقنوط يسود فيه التطرف على الارجح وهذا لا يصب في مصلحة اي شخص ينشد السلام الدائم بصدق حيث يمكن للفلسطينيين ان يعيشوا بكرامة.