الاخبار 19/12/2007 بالأمس كانت وقفة عرفات محور وأهم مشاعر اداء فريضة الحج.. واليوم بداية عيد الأضحي المبارك أعاده الله علينا وعلي المسلمين جميعا باليمن والبركات وكل وعام وأنتم بخير. من المؤكد أن علي المسلمين في هذه الأيام المفترجة أن يتذكروا حجم التضحيات التي قدمها مئات الملايين من اخوانهم. من المؤكد أنه قد مرت أمام مخيلتهم أيام الضنك والازمات والظلم التي تعرض ويتعرض لها مئات الملايين منهم من جانب الذين لا يعرفون عهدا ولا يحترمون ما تقضي به موازين العدالة ولا يؤمنون بأن يوم الحساب قادم لا ريب فيه. ان ما يتعرض له ابناء الاسلام في بعض بلاد المسلمين من انتهاك لحقوقهم وامتهان لكرامتهم وافتئات علي حرياتهم ليس سوي شهادة علي ما وصل اليه حجم الخروج عن شرع الله وما تقضي به المباديء الانسانية. والي أي مدي أنسي جبروت القوة والمال البعض في هذا العالم، الايمان بأن لكل شيء نهاية. لا جدال أن جموع المسلمين التي التقت بالأمس في صعيد عرفات قد تذكروا وهم يتوجهون الي الله خاشعين تائبين.. حجم النكبات والكوارث التي يواجهها إخوة لهم في الدين والوطن وفي الانسانية.. في افغانستان والعراق وفلسطين والصومال والسودان وفي كل أرجاء العالم . ولا جدال أنهم دعوا المولي عز وجل أن يرفع عنهم وعن اخوانهم المعذبين في الأرض المقت والغضب وأن يشملهم برحمته ضد القوم الظالمين الذين حق عليهم العقاب جزاء ما ارتكبوا ويرتكبون ظلما وعدوانا. كم يتمني كل مسلم أن يكون توحدهم وتجمعهم وتضامنهم في يوم عرفات مثالا طيبا يحتذي في تعاملهم كافراد ودول وأوطان عملا بمضمون قول رسول الله صلي الله عليه وسلم ان المسلم لاخيه المسلم كالبنيان المرصوص. أي أن عليه أن يتضامن ويتوافق لدرء الاخطاء وعدوان البشر والزمن. علي المسلمين الا تشغلهم الدنيا وما فيها عن القيام بواجب الأخوة وأن تتوحد كلماتهم ومواقفهم لاحقاق الحق وانتصارا للعدالة وأن يعملوا كي تسود روح الوئام من كل شعوب الدنيا. يابني الاسلام ويا بني البشر.. اهتدوا الي الله يهديكم وخذوا العبرة من يوم الفداء الذي ارتبط برؤيا سيدنا ابراهيم التي دعته الي التضحية بابنه اسماعيل وارتضاء الابن عن طيب خاطر ايمانا بحكمة السماء.. قبولا بما قضت به رؤيا ابيه. وعند اللحظة الحاسمة شاء الله أن يرد عنه الموت بذبح عظيم تجسد في الكبش الذي فدي به ابراهيم ابنه. ان حكمة هذه الواقعة المقدسة تتركز في أن رحمة الله وعدالته مرتبطه دوما بالخضوع لمشيئته ولما يرصاه وان كثيرا من الامور التي تواجه الانسان ما هي إلا اختبار لصلابة ايمانه وقوة ارادته. هل يأتي اليوم الذي يدرك فيه المسلمون أن قوتهم في وحدتهم وان رد العدوان والظلم مرهون بتكاتفهم وتعاونهم وتضامنهم وأن الخروج عن الكلمة السواء هو انقلاب علي عهد الله وخيانة لامانة الاستجابة لما يرتضيه ويرضاه. لا جدال أن يوم التضحية والفداء الذي اصبح عيدا اضحي مباركا.. هو دعوة لكل المسلمين لاستعادة قيم الدين وتعاليمه وأن يجعلوا من هذه المناسبة طريقا يهديهم الي الرشاد في مواجهة القوم الظالمين الذين يعملون ويسعون كي تكون مصالحنا وحقوقنا كبش فداء لاطماعهم ومخططاتهم التي تستهدف الضياع لنا والحياة لهم.. مرة أخري كل عام وأنت جميعا بخير وعافيه مع تمنياتي بانتصار المباديء والقيم والأخلاق. المزيد من اقلام واراء