الجامع الأزهر الشريف هو من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، وأقدم أثر فاطمي قائم بمصر، أنشئ قبل أكثر من ألف عام، ويُعد مسجد ومنارة للعلوم والفكر الإسلامى، وهو أول جامع بُني بمدينة القاهرة، ورابع الجوامع التي بُنيت بمصر الإسلامية، وهو مسجد وجامعة في القاهرة، بناه جوهر الصقلي عندما جاء إلى مصر مع القصور الفاطمية بمدينة القاهرة، وأقيمت به أول صلاة جمعة عام 361 ه/973م. عرفت مصر قبل الأزهر ثلاثة مساجد جامعة هي: "جامع عمرو بن العاص" في الفسطاط عام 21ه/641م، و "جامع العسكر" في مدينة العسكر عام 133ه/750م و "جامع أحمد بن طولون" في مدينة القطائع عام 265ه/879م، ولكن يُعتبر الجامع الأول في العالم الذي لعب أدوارًا دينية وتعليمية وثقافية وسياسية ومعمارية. إذ يبرز دوره الديني في أداء الصلاة والعبادات ودوره التعليمي يتمثل في دراسة اللغة العربية والعلوم الإسلامية، ودوره السياسي فى مواقفه المشهودة في التصدي لظلم الحُكام وتحريك الثورات ضد المحتل الأجنبي، كما لعب دورًا ثقافيًا وفكريًا من مُناقشات ومُداولات وإلقاء الخطب. أما دوره المعماري، فيبدو واضحًا في التطورات المعمارية في عصور الولاة والسلاطين والملوك والرؤساء، لذا ظل الأزهر منارة دينية وتعليمية وثقافية وقبلة للمسلمين، وقد تغني به أمير الشعراء أحمد شوقي قائلاً: "قم في فم الدنيا وحيي الأزهرا وانثر على سمع الزمان الجوهرا". والجامع الأزهر بناه جوهر الكاتب الصقلي (إلياس الصقلي) قائد جند أبي تميم معد، وذلك بعد عام من فتح الفاطميين لمصر، وبعد أن أنشأوا قاعدة مُلكهم الجديدة مباشرة "القاهرة جمادى الأولى 259 - رمضان 361" وفتح للصلاة في شهر رمضان عام 361ه "يونيو - يوليو 972م" وبُني المسجد في الجنوب الشرقي من المدينة على مقربة من القصر الكبير الذي كان موجودًا حينذاك بين حي الديلم في الشمال وحي الترك في الجنوب. ويقع الجامع الأزهر بين مكانين يزخران بالآثار الإسلامية، الدرب الأحمر والجمالية، ومن الآثار القريبة منه التي يُمكن زيارتها المشهد الحسيني ومسجد محمد أبي الذهب ووكالة بازرعة ووكالة الغوري وحوض قايتباي ومدرسة العيني ومنزل زينب خاتون ومسجد عبد الرحمن كتخدا وبيت الهراوي ومنزل ووقف الست وسيلة وسبيل أبي الإقبال وزاوية أحمد شعبان ووكالة الصناديقية، حيث عراقة العمارة القديمة. لم يكن يُعرف منذ إنشائه ب "الجامع الأزهر" وإنما أطلق عليه اسم "جامع القاهرة"، وظلت هذه التسمية غالبة عاليه مُعظم سنوات الحُكم الفاطمي، ثم اندثر هذا الاسم وظل اسم الأزهر بالمسجد فأصبح يُعرف ب "الجامع الأزهر"، وظلت هذه التسمية إلى وقتنا الحاضر، وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أنه سُمي ب "الأزهر" تيمنًا بفاطمة الزهراء بنت الرسول وإشادة بذكراها، والتي سُميت باسمها أيضًا مقصورة في المسجد التي كانت الدولة الفاطمية تنتسب إليها، ومن ثم أطلق على "جامع القاهرة" اسم "جامع الأزهر".