اليوم يمر ثلاثون عاما على كارثة تشالنجر ففي 28 يناير من عام 1986 انفجر مكوك الفضاء الامريكي تشالنجر Space Shuttle Challenger، في الجو بعد انطلاقه ب73 ثانية وتسبب في مصرع روّاد الفضاء السبعة الذين كانوا على متنه. كان تشالنجر ثاني مكوك فضائي وضع تحت التشغيل من قبل ناسا بعد كولمبيا.وجاءت تسمية "تشالنجر" من المركبة البحرية البريطانية hms challenger التابعة ل pioneering global marine research expedition وهو مركز عالمي في البحوث البحرية. المكوك يتكون أساسياً من مادة " sta- 099″ والتي لم تكن مستخدمة في مجال الطيران الفضائى ولكن خبراء ناسا رأوا أن استخدامها أو إعادة تدويرها سيكون أقل تكلفة وأكثر نجاحا وتم تطبيقها على المكوك تشالنجر الذي كان أقل من ناحية الحماية الحرارية من المكوك السابق له "كولومبيا" كما أن الأجنحة لا تتفق مع سطح المكوك واضطر الفنيون لإصلاحه بطرق متعجلة قادته للنهاية. وفي يوم الثلاثاء الموافق 28 من شهر يناير من عام 1986، تقرر بدء رحلة للفضاء للاتصال بقمر صناعي ولجمع معلومات عن مذنب هالي. أثناء مرور المكوك بأقرب نقطة للشمس، وحيث هذه الفرصة لا تتحقق إلا بعد ستة وسبعين عاماً هي مدة دوران مذنب هالي، وحيث أن هذه الرحلة انطلقت بعد تأجيل ثلاث مرات كان طاقم الرحلة المسماة " إس تي إس -51 إل " مكوناً من سبعة رواد هم: القائد فرانسيز آر الطيار مايكل جي سميث الدّكتورة جوديث أي ريسنيك إختصاصي مهمّة، وهي ثانية رائدة فضاء في العالم. إليسون إس أونيزوكا إختصاصي مهمّة الدّكتور رونالد إي مسنير إختصاصي مهمّة جريجوري بي جارفيس إختصاصي حمولة إس كريستا مكأوليف إختصاصي حمولة وبعد انطلاق المكوك تشالينجر ووصوله لمسافة ثلاثة عشر كيلومتر في مدة مقدارها ثلاثة وسبعون ثانية حدث له انفجار مروع وتحول إلى كتل من الحديد والنار وسقطت بعض الأجزاء في المحيط في منظر محزن ومؤلم. وكان أبشع حادث فضائي وقع في تاريخ اكتشاف الفضاء، وهذا ما حدا بالرئيس الأمريكي رونالد ريجان إلى تكوين لجنة لبحث سبب الحادث تحت إشراف عمدة الولاية وقامت فرق الإنقاذ بانتشال الجثث واجزاء المكوك من المحيط. وبعد البحث اتضح أن شركة ناسا وقعت في خطأ أثناء تصميم المكوك رغم تحذير المهندسين، حيث تم ربط أجزاء المكوك بدوائر من المطاط مما أدى إلى تفكك المكوك في الجو بعد تشقق دوائر المطاط في درجات الجو المنخفضة الحرارة واندفاع المكوك السريع وبعد ذلك اتخذت ناسا سياسة استشارة المهندسين في صلاحية المكوك من عدمه. واذا انتقلنا الى مكوك الفضاء كولومبيا فقد تحطم فوق وسط ولاية تكساس أثناء عودته من رحلة في الفضاء الخارجي 1 فبراير 2003 التي استغرقت 16 يوما، وقتل جميع أفراد طاقمه السبعة. وأرجع الخبراء أسباب التحطم إلى خلل في العازل الحراري الذي يقي المكوك عند الرجوع إلى الأرض من درجات الحرارة العالية. وقد تم إتلاف جزء من هذا العازل عن طريق ارتطام قطع إسفنجية من محطة الإطلاق بأحد أجنحة المكوك عند الإقلاع. وبعد تجارب عديدة خلص الخبراء إلى أنه رغم أنه من الصعب أن تتلف قطعة إسفنجية جناح المكوك إلا أنه يمكنها ذلك إذا ارتطمت بالجناح بزاوية وسرعة معينة وقاموا بإعادة السناريو في المختبر. وعند رحلة الرجوع إلى الأرض تسربت غازات ساخنة عبر العازل الحراري التالف وسلكت طريقها عبر المكوك وأدت في الأخير إلى تفجره وأسماء هؤلاء الرواد هي كالتالي القائد ريك هاسباند والطيار ويلي ماككول والمتخصصون في المهمة ،ديف براون ولوريل كلارك وكالبانا شاولا"أول رائدة فضاء هندية المولد"وقائد الحمولة مايك اندرسون والمتخصص رائد الفضاء إيلان رامون، ممثلا لوكالة الفضاء الإسرائيلية. يذكر أن مهمة المكوك كولومبيا التي استغرقت 16 يوما كانت مخصصة لبحث علوم الحياة والعلوم الفيزيائية في الفضاء.وكانت هذه هي المهمة 28 للمكوك و113 التي قامت بها مختلف مركبات المكوك حتى الآن. وفي يوليو 2011 أتم رواد وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، المهمة الثالثة والأخيرة من مجموعة مهام أجريت في الأيام الماضية للقيام ببعض التحديثات التقنية في محطة الفضاء الدولية. وخرج بتش ويلمور وتيري فيتس، في صباح الأحد، إلى الفضاء لتركيب نحو 122 مترا من الكابلات، وجهازين هوائيين للإرسال. وتعد هذه المهمة هي الأكبر من نوعها منذ إلغاء برنامج المكوك الفضائي، وهي جزء من مهام تركيب المعدات اللازمة لتهيئة محطة الفضاء الدولية لاستقبال المركبات الفضائية الجديدة، التي تعمل عليها شركتي بوينج وسبايس إكس، لتوصيل رواد ناسا في رحلات تجارية. ودفعت وكالة ناسا 7 مليارات دولار للشركتين لتطوير بديل جديد للمكوك الفضائي، والتخلي عن الاعتماد على روسيا في توصيل رواد الفضاء للمحطة الدولية منذ إلغاء برنامج المكوك في عام 2011. كانت المخاوف قد تزايدت حول إجراءات الأمان والسلامة لرواد الفضاء، بعد حادث تسرب بسيط للمياه داخل خوذة رائد الفضاء الأمريكي، تيري فيرتس، بيد أن "ناسا" نفت وجود مخاطر على حياة الرواد ما دفعها لاستكمال المهمة.