ارتفعت بعد ظهر الأربعاء وتيرة القتال في مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان وتجددت المواجهات المباشرة بين قوات الجيش اللبناني من جهة ومسلحي تنظيم فتح الإسلام من جهة أخرى. وتم استخدام المدفعية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة في القتال والمواجهات المباشرة التي تركزت في محيط حي سعسع حيث يوجد ملجأين ومكتب رئيسي لفتح الاسلام.. ومن جهتها نعت قيادة الجيش اللبناني الأربعاء ثلاثة عسكريين سقطوا في المواجهات التي دارت الأربعاء في مخيم نهر البارد. ويواصل مسلحو فتح الإسلام حاليا إطلاق صواريخ الكاتيوشا على منطقة عكار حيث سقطت بعد ظهر الأربعاء خمسة صواريخ على تل سبعل وقعبرين وسقط صاروخان بالقرب من الطريق العام على اوتوستراد المنية وسقطت خمسة صواريخ على بلدة حدارة.. فيما سقطت ثلاثة صواريخ على بلدتي دير عمار وكرم الأخرس. ومن جانبها أدانت حركة حماس إطلاق صواريخ الكاتيوشا من مخيم نهر البارد على القرى اللبنانية في محيط المخيم مؤكدة رفضها استخدام المخيم للإساءة للجوار والاعتداء على اللبنانيين. وأكدت الحركة في بيان لها على ضرورة صيانة العلاقة اللبنانية الفلسطينية والعمل على منع حدوث أي فتنة بين الشعبين الشقيقين داعية إلى إيجاد مخرج سياسي ينهي الأزمة في مخيم نهر البارد بشكل نهائي. وعلى صعيد آخر كشفت مصادر أمنية لبنانية الأربعاء عن محاولات قام بها أحد مساعدي رئيس تنظيم فتح الإسلام شاكر العبسي والمعروف باسم عبد الله بإجراء اتصالات من أجل استسلام العناصر المتبقية من فتح الإسلام إلا أن الخلافات بين مؤيد لهذا القرار ورافض له بين أفراد التنظيم أدت إلى بلبلة في صفوفهم. من جهة ثانية تعهد رئيس رابطة علماء فلسطين الشيخ داود مصطفى بمواصلة جهوده لتقريب عملية الحل السياسي ليكون بديلا عن الحسم العسكري في مخيم نهر البارد. وردا على سؤال حول فرص الحل السياسي في ضوء ما يتردد من أن الحسم العسكري أصبح قاب قوسين.. قال مصطفى إن "قاب قوسين" كانت تقال منذ بداية المعركة لكن هذا "القاب" لم يحن بعد.. وإمكانية الحسم من خلال طبيعة المعركة القائمة قد لا تكون سريعة مما يعني إغراق لبنان بمزيد من الدماء والضحايا. وحول مدى التفاؤل بالحل السياسي للأزمة.. اعتبر أن هذا الحل ما زال قائما وقابلا للعمل به من خلال مبادرة الرابطة داعيا مختلف الفاعليات إلى الانضمام إلى الإجماع والعمل بالمبادرة لتحقيق الاستقرار وإنهاء أزمة مخيم نهر البارد.