جاء تعيين " روبرت زوليك " مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية السابق، رئيساً جديداً للبنك الدولى هذا الأسبوع، وذلك بعد استقالة وولفويتز الشهر الماضى على خلفية فضيحة استغلال منصبه، وقد أعلن زوليك فور موافقة مجلس المديرين بالإجماع على تعيينه بأنه مستعد لقبول التحدى الذى يفرضه المنصب الجديد، وأشار فى بيان مقتضب أنه مستعد لتولى مهام منصبه التى تستمر خمس سنوات بداية من أول شهر يوليو الحالى، مُضيفاً أن العالم تغير بشكل كبير منذ إنشاء البنك قبل 60 عاماً، مُؤكداً أن البنك المُخول بمهمة التنمية وإعادة البناء والتمويل بحاجة إلى التأقلم وقيادة الطريق لتحقيق تغيير عالمى من شأنه مساعدة الدول الفقيرة، موضحاً أنه سيسعى إلى الالتقاء بالمسئولين عن برامج التغلب على الفقر فى كل مناطق العالم خاصة أفريقيا . ومن جانبه رحب الرئيس الأمريكى جورج بوش بقرار مجلس البنك الدولى ال 24 الذين يمثلون 185 دولة عضو ، ووصف بوش زوليك بأنه قيادة نشط ومؤمن بعُمق رسالة البنك الدولى فى مساعدة الدول على مكافحة الفقر وتنمية اقتصادها وتعزيز معايير الشفافية والمحاسبة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها . وطالبت منظمة " أوكسفام " الدولية لمكافحة الفقر " زوليك " بتنفيذ إصلاحات جريئة بما فى ذلك التخلص من بعض الشروط المحيطة بعملية الإقراض والهيكل القيادى للبنك . وكان الرئيس الأمريكى بوش قد اختار "روبرت زوليك " نائب وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس السابق رئيساً جديداً للبنك الدولى خلفاً ل " بول وولفويتز" الذى استقال من منصبه وسط عاصفة من الانتقادات بشأن استغلال منصبه عندما اتخذ قراراً بزيادة راتب صديقته شاه رضا خبيرة شئون الشرق الأوسط بالبنك وترقيتها بدون وجه حق ، ولم يكن اختيار وولفويتز لرئاسة البنك الدولى موفقاً من البداية، فالرجل لم يكن يحظى بأية شعبية سواء بين المنظمات الدولية المختلفة أو بين الأوروبيين وذلك على خلفية دوره كمهندس الحرب على العراق أثناء عمله السابق بوزارة الدفاع الأمريكية . وقد حاولت تلك الدول وعدة منظمات دولية تغيير عُرف سارى منذ عام 1944 بأن يُعين الرئيس الأمريكى رئيس البنك الدولى، وفى المقابل تُعين الدولة الأوروبية رئيس صندوق النقد الدولى وأرسلت 200 منظمة للتنمية رسالة إلى البنك الدولى تدعو إلى الشفافية وتعدد المُرشحين لرئاسة البنك بغض النظر عن جنسيته، إلا أن الرئيس بوش تمسك باختيار أمريكى على رأس هذه المؤسسة، حيث تعتبر الولاياتالمتحدة أكبر مُساهم فى البنك الذى يُقرض أكثر من 20 مليار دولار سنوياً من أجل مكافحة الفقر والمرض . روبرت زوليك البالغ من العُمر 53 عاماً ولد فى " نابر فيل " بولاية ألينوى الأمريكية وتلقى تعليمه الثانوى فيها، وتخرج زوليك عام 1975 بمرتبة الشرف من كلية الحقوق بجامعة هارفارد، ثم حصل على الماجستير فى السياسة من الجامعة نفسها عام 1981 وشغل فى عهد الرئيس جورج بوش الأب عدة مناصب فى وزارة الخزانة خلال الفترة من 1985 إلى 1988 . وقد انتقل للعمل فى القطاع الخاص بانضمامه إلى بنك " جولدمان ساكس" بعد استقالته من منصب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية رايس ويعتبر من دعاة التبادل التجارى الحُر وتنقل فى حياته بين الدبلوماسية والتجارة الدولية، وقد ساهم فى إطلاق جولة الدوحة لمحادثات التجارة الدولية ونجح فى إتمام مفاوضات ضم الصين وتايوان إلى منظمة التجارة العالمية . ويرى المحللون السياسيون أن خبرة زوليك وعمله الطويل فى مجال التجارة الدولية والمالية والدبلوماسية تؤهله بشكل فريد لتولى هذا المنصب، حيث لا يرتبط اسمه بأية فضيحة، وكانت عينه على منصب وزير الخزانة الأمريكية عام 2005، وكذلك رئاسة البنك الدولى من نفس العام، وقد قام زوليك بجولة فى أفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية .. الهدف منها حسب قوله " التعلم والاستماع " إلا أن المراقبين يرون أن الهدف من هذه الجولة هو إصلاح ما أفسدته فضيحة الفساد الخاصة برئيس البنك السابق بول وولفويتز ... 5/7/2007