قضت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية كل من المستشارين، صالح كشك ووائل المغاورى نائبى رئيس مجلس الدولة بوقف تنفيذ قرار رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي السلبى بالإمتناع عن صرف دواء للطفل أحمد شعبان عبد الغنى ، البالغ من العمر عاما واحدا ، وما يترتب على ذلك من آثار أخصها إلزام الهيئة العامة للتأمين الصحى بصرف هذا الدواء للطفل المذكور بحسب وزن جسمه أسبوعيا 2 ميلليجرام لكل كيلو وذلك مدى الحياة او حتى تمام شفائه، وعرض حالته على الطبيب المختص دوريا لتقرير مدى حالته الصحية فى ضوء ما يسفر عنه تناول ذلك الدواء على النحو المبين بالأسباب ، وأمرت بتنفيذ الحكم بمسودته بدون إعلان ، وألزمت الجهة الإدارية المصروفات . وأشارت المحكمة في حيثيات حكمها إلى أن ذلك يرسى مبدأ العدالة الاجتماعية ويرسخ لحق الاطفال فى الرعاية الصحية منذ ميلادهم وتمتعهم بالشخصية القانونية ، مؤكده أن نظام التأمين الصحى علي جميع الاطفال منذ ميلادهم وحتى دون سن التعليم المدرسي إلزاميا. وكانت هيئة التأمين الصحى قد رفضت علاج الطفل بعد أن تم إحالته إلى المركز القومى للبحوث لتشخيص مرضه، وعندما لجأ والده للمحكمة طلبت إحالته للطب الشرعى. ووصفت المحكمة تصرف هيئة التامين الصحى بانه عدوان على حقوق الطفل ويخالف الشعور الانسانى وغير مسبوق فى عالم الطب ويتصادم مع قسم " أبوقراط " . واختتمت المحكمة حكمها الانسانى بأن الطفل مؤمن عليه لدى الهيئة العامة للتأمين الصحى بقوة القانون وفقا للمرسوم بقانون 86 لسنة 2012 بشأن التأمين علي الاطفال دون السن الدراسي، وقد حررت الهيئة العامة للتأمين الصحى استمارة 129 "1" ت.ص بتحويل الطفل المذكور الى المركز القومى للبحوث وقد عرض عليه الطفل بالفعل وانتهى التقرير الطبى الصادر من المركز القومى للبحوث الى انه " بالكشف الطبى على الطفل احمد شعبان البالغ من العمر عام وجد انه مصاب بمرض تخزين الميوكوبوليسكريدات النوع الرابع حذس-ةض وهو مرض وراثى نادر والطفل يعانى من تشوهات بالهيكل العظمى نتيجة لترسبات الميوكوبوليسكريدات فى اجزاء الجسم المختلفة . وأضافت المحكمة أنه تم تشخيص الحالة بناء على الفحص الاكلينيكى وتحليل الانزيم البيوكيميائى الذى اثبت نقص شديد فى انزيم ويحتاج المريض للعلاج عن طريق اعطاء الانزيم التعويضى اللازم وذلك اسبوعيا مدى الحياة حتى يقل تخزين هذه الميوكوبوليسكريدات باعضاء الجسم المختلفة لمنع تدهور حالة الطفل " .