ثورة الجياع في جنوب آسيا

اشعل غياب المساعدات عن منكوبي الفيضانات في آسيا ثورة الجياع، مع انفضاح أمر سياسيين ومسؤولين محليين ضبطوا في بعض القرى وهم يسرقون من مخزونات الغذاء الضئيلة. فيما ضربت الفيضانات والعواصف مجددا بعض الدول الأوروبية.
وجأر ضحايا الجوع والفيضانات بجنوب آسيا بالشكوى أمس من أن المساعدات لم تصل إليهم بعد، مؤكدين أن المساعدات كانت شحيحة، وفي بعض المناطق لم يشاهد أحد طائرة هليكوبتر واحدة منذ بدأ الفيضان قبل 15 يوما أو حتى زورقا حكوميا. وقال مسؤولون إن الفيضانات أضرت بنحو 30 مليون شخص في الهند، أكثر من عشرة ملايين منهم في ولاية بيهار كثيفة السكان فضلا عن نحو 20 مليون آخرين في بنجلادش.
غير أن الهند لم تستخدم سوى أربع طائرات هليكوبتر فقط للقيام بعمليات إسقاط من الجو رغم شكاوى مسؤولي الأمم المتحدة من أن هذا لا يكفي على الإطلاق. وبات الناس يتصارعون على الامدادات الغذائية المحدودة فيما قالت الشرطة في ولاية اسام الهندية إن قرويين ضبطوا سبعة سياسيين ومسؤولين محليين وهم يسرقون ويخزنون أغذية موجهة للمشردين. وفي بيهار ينتظر آلاف الغاضبين في ملاجئ مؤقتة على طول الطرق السريعة والسدود وينظرون إلى أسطح منازلهم المصنوعة من البامبو والقش والتي أغرقتها المياه مؤكدين أنهم يشرفون على الموت فرط الجوع.
وقالت وكالات الاغاثة ان الاغذية لا تصل الى الاماكن التي تحتاج اليها بشدة وتوجد قرى معزولة منذ أكثر من اسبوع. وقال مستشار الطوارئ لوكالة ''اكشن ايد'' للاغاثة بي. في. يونيكريشنان إن ''رد فعل الحكومات ازاء الفيضانات هو مجرد رد فعل تلقائي، واعمال الاغاثة لا تسير وفقا للواقع على الارض''. وقال مسؤولون في بيهار إنهم يبذلون قصارى جهدهم لمواجهة الفيضان غير المسبوق، غير أنهم اقروا بأن بعض الناس لم تصل اليهم عمليات الاغاثة. في غضون ذلك انتشلت الشرطة الهندية أمس الاول 13 جثة لأشخاص غرقوا في نهر الجانج عندما انقلب قاربان كانا مكدسين بالركاب في حادثين منفصلين بالولاية، ومازال 50 آخرون مفقودين .
وفي بنجلادش يكافح مسؤولو الصحة لمواجهة آلاف الحالات من الاصابة بالإسهال بكميات غير كافية من الادوية والاسرة والعاملين في المستشفيات. وقال مسؤولو الصحة ان 2500 مريض يعانون من الاسهال نقلوا الى المستشفيات المكتظة في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة فيما تحدثت وسائل الاعلام المحلية عن اصابة أكثر من 100 ألف شخص بأمراض تنقلها المياه.
إلى ذلك أدت الفيضانات الناجمة عن العاصفة التي ضربت مناطق وسط فيتنام إلى مقتل 14 شخصا فيما لا يزال هناك 12 آخرون في عداد المفقودين. وذكر مسؤولون أمس أن العاصفة قتلت 7 أشخاص في إقليم ''داك لاك'' شمال مدينة ''هو تشي مين'' وقال المسؤول بادارة الفيضانات والعواصف بالاقليم فان ثوهين أن 12 شخصا آخرين لا زالوا في عداد المفقودين في الاقليم، مع احتمال ارتفاع عدد القتلى.
وفي أقصى آسيا ضرب زلزال قدرت قوته مبدئيا 6,4 درجة شواطئ جزيرة اوكيناوا في جنوب اليابان أمس. وقالت وكالة الارصاد الجوية اليابانية إنه لا توجد اصابات او خسائر مادية نتيجة للزلزال.
وفي أوروبا ثارت الطبيعة من جديد فغرق خمسة في بلغاريا أمس وفقد خمسة آخرون بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات شديدة في الشمال. وقال مسؤول في إدارة الدفاع المدني البلغاري أن أربعة مسنين هم رجل وثلاث نساء من بلدة تسار كالويان قرب صوفيا توفوا في حوادث منفصلة، وفقد خمسة آخرون، فيما غرق رجل في منزله في قرية على نهر الدانوب أمس وغرق أكثر من 20 منزلا.
فيما ضربت عواصف عنيفة أجزاء من شمال شرق ووسط سويسرا في وقت متأخر من أمس الاول مما أدى إلى تعطيل خدمات السكك الحديدية، وكانت كانتونات جورا ، وبرن وسولوثورن الاكثر تضررا. وجرى إنقاذ خمسة أشخاص من سيارة حوصرت في المياه، فيما تعرض عدد من المنازل لأضرار نتيجة انزلاق التربة في اوبوالدن.