بعد أيام من انطلاق ماراثون الدعاية لانتخابات الرئاسة وتنافس المرشحين فى تسويق تاريخهم وبرامجهم الانتخابية عبر مناظرات اعلامية .. أثيرت تساؤلات حائرة بين الناخبين ، منها : هل غطت البرامج الانتخابية الملفات الحيوية الملحة بعد ثورة يناير ؟ ، والى اى مدى تتضمن آليات تنفيذ على أرض الواقع ؟ وهل يمكن بلورة مشروعات ووعود المرشحين فى برنامج توافقى قوى ؟ وما حجم تأثيرها المتوقع على صناديق الانتخابات ؟ وفى محاولة للاجابة ، يلقى موقع أخبار مصر الضوء على قراءات نخبة من المحللين السياسيين وخبراء الاجتماع والاعلام فى برامج المرشحين للرئاسة : الشعارات تطغى على المشروعات قال د.عمرو صالح استاذ الاقتصاد السياسى بجامعة عين شمس ان المشروعات المطروحة بالبرامج الانتخابية ليست جديدة ومعظمها تعزف على وتر أهداف الثورة واحتياجات البسطاء مثل لقمة العيش وفرصة العمل والأمن والتعليم منوها أن معظمها يتضمن مشروعات وهمية ويرفع شعارات جوفاء. وأوضح د.عمرو صالح أن البرامج الانتخابية فى امريكا يشرف عليها الحزب الذى ينتمى اليه مرشح "جمهورى أو ديمقراطى " قبل الانتخابات بمدة طويلة تصل عام ونصف وبالتالى تكون الخطط مدروسة جيدا وممنهجة وليست "مسلوقة" مثلما يحدث بالدول النامية . وأضاف د.صالح أن غياب التخطيط بعيد المدى والاستعداد المسبق خاصة لدى من دخل السباق الرئاسى فى اللحظات الأخيرة وراء افتقاد معظم برامج المرشحين لاستراتيجيات عمل فاعلة لانقاذ البلاد وتحقيق نهضتها وانما تقتصر البرامج عادة على وعود وشعارات تعزف على وتر الثورة والام البسطاء بدليل ان هناك من يزعم حل مشكلة البطالة فى 24 ساعة وهذا وهم كبير ويفقد المرشح الذى يعد بتحقيقه المصداقية. وتساءل د.صالح كيف يعد مرشح باعادة الأمن خلال فترة المائة يوم الاولى التى من المفترض ان تكون لتضميد الجراح ورفع الروح المعنوية للشرطة والجيش وبث روح الحماس فى فئات الشعب تمهيدا للانطلاق نحو مسيرة البناء !؟. ونبه د.صالح الى أن البرامج تتضمن تكراراً لمشروعات قومية ليست جديدة وربما قائمة دون طرح آليات واعية لتنفيذها مثل طرح مشروع مدروس لتنشيط الاستثمار والسياحة لاستعادة عافية الاقتصاد الوطنى ثم ان فترة الرئاسة لن تكفى لتحقيق كل الطموحات وانما على الاقل يتم وضع نواتها الاولى . وأشار الى امكانية اعادة النظر والاضافة والتعديل وتبادل المشورة-مثلما يحدث بالانتخابات الرئاسية الفرنسية - للخروج ببرنامج جديد توافى وتعاون جموع الشعب فى تنفيذه من خلال رئيس يحب الوطن ويجذب المواطنين الى الالتفاف حوله للارتقاء به . ونوه استاذ الاقتصاد السياسى الى أنه اذا كان المثقفون قادرين على القراءة والاستنتاج والتحليل لمثل هذه البرامج ، فماذا عن البسطاء .. من يوجههم مشيرا الى أن هذا دور الاعلام من خلال برامج التوعية وليس الدعاية .