مع قرب إجراء أشرس انتخابات رئاسية تشهدها مصر طوال تاريخها يكثف المرشحون لهذا المنصب الرفيع من الظهور المتزايد هذه الأيام عبر الشاشات أو إجراء الحوارات الصحفية والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل هناك محاذير أو إرشادات يمكن أن يتبعها المرشحون في حواراتهم الإعلامية؟ في البداية يقول د.فاروق ابوزيد أن الحملات الإعلامية لمرشحي الرئاسة لابد أن توضع علي أسس علمية وينفذها خبراء متخصصون وهذا ما يحدث في كل الدول المتقدمة وأطالب المرشح أن يقسم ظهوره في وسائل الإعلام الي حوارات منظمة بحيث يخاطب كل شرائح المجتمع المختلفة ولابد أن يعرف أن ما يحدث في أمريكا مثلا من تجريح المرشحين بعضهم لبعضا لا يمكن أن يصلح في مصر لطبيعة وخصوصية وحساسية المسائل الشخصية التي يمكن أن تسحب من رصيد المرشح إذا هاجم أحد خصومه من الناحية الشخصية ويجب علي المرشح أن يتحدث عن برنامجه الإنتخابي فقط دون التطرق للآخرين ولابد أن يفرق بين الإعلام والدعاية لأن الإعلام يحتاج الي الدقة والمصداقية والمعلومات المؤكدة فلا يتمادي في طرح الأفكار التي لا يمكن تنفيذها بينما الدعاية يمكن أن تطرح فيها بعض الأشياء غير القابلة للتنفيذ وعلي المرشحين أيضا أن يعلنوا برامجهم من خلال شراء صفحات إعلانية في الصحافة الأكثر توزيعا لان الإعلان مهم وله قراء كثيرون خاصة أن اللقاءات علي الشاشة لا يمكن أن يطرح فيها المرشح كل برنامجه وان الصفحات الإعلانية يمكن قراءتها وتبادلها بين الناس بصورة سهلة وتبقي بين أيدي الناس لفترات طويلة بشرط أن تكون الصفحات الإعلانية جذابة وواضحة وسهلة الفهم ويجب أن يختار المرشح القناة والبرنامج الذي يظهر فيه لأنه يمكن أن يخسر كثيرا لو اختار التوقيت أو القناة غير المناسبة ولابد له أن يظهر بصورة شكلية علي أعلي مستوي من ارتداء ملابسه أو تسريحة شعره أو حضوره في الردود علي الأسئلة لان المظهر شيء مهم مثلما يحدث في الانتخابات العالمية خاصة وأن معظمهم كبار السن. ويقول د.علي عجوة أستاذ الإعلام لابد أن يطرح المرشح برنامجه بواقعية بعيدا عن الشعارات الزائفة لان الشاشة سلاح ذو حدين يمكن أن تكون مفيدة إذا إستطاع المرشح وضع خطة إعلامية متوازنة من خلال مستشارين حقيقيين لديهم خبرات فيما يحدث في الإنتخابات علي مستوي العالم ولابد أن يعرف المرشح ان هناك وعيا لدي المشاهدين ولا يمكن خداعهم ببرامج لا يمكن أن تنفذ وألا يلعب المرشح علي كل الأوتار حتي لا يخسر الجميع فالإعلام يدعم الاتجاهات ولا يغيرها وحينما يغير فبشكل طفيف ولذلك هناك نسبة من الناخبين لديهم اتجاهات معينة يصعب تغييرها عن طريق الإعلام الذي يمكن أن يؤثر في فئة المترددين أو في فئة الذين لم يكونوا رأيا حتي الآن وأنصح المرشحين بعدم التكرار فيما يطرحونه من أفكار وبرامج وأن يكون أي لقاء لابد أن يعتمد علي الجديد وأيضا الظهور يكون من خلال جاذبية علي الشاشة من خلال الإجابة علي السؤال فقط دون التوسع واختيار العبارات والكلمات التي تدل علي ثقافة المرشح ووعيه بكل القضايا الداخلية والخارجية
ويقول د.حسن عماد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة ان الظهور سيكون مكثفا للمرشحين لان الانتخابات علي الأبواب وكل مرشح يحاول الوصول من خلال الإعلام لكل فئات المجتمع وهذا شيئ طبيعي ولكن الشاشة ليست هي كل شيئ كما يتوقع بعض المرشحين ولكن التواصل مع المواطنين علي الطبيعة هو الأهم مثل الندوات أو الزيارات للمحافظات والمدن والقري ويضيف أن برامج المرشحين حتي الآن غير واضحة المعالم وهي عبارة عن أحاديث مرسلة ومتشابهة وعلي المرشحين إحترام عقلية المشاهدين فيما يطرحونه من برامج معظمها صعب التنفيذ.