قال الدكتور مسعد قطب حسانين مدير المعمل المركزى للمناخ الزراعى انه تم الإستعانة بخبراء ألمان في مجال زراعة الغابات بالأراضى الصحراوية بمصر عن طريق معالجة مياه الصرف الصحى مما سيقلل من التلوث والإحتباس الحرارى. وأوضح قطب فى لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى الاثنين ان معالجة مياه الصرف الصحى بمصر تسمح بزراعة الغابات التى تمثل 96% من مساحتها مشيراً الى ان المشروع يهدف الى الإستفادة من خبرات ألمانيا العلمية فى مجال انشاء الغابات وسيتم عمل تعليم جامعى فى هذا المجال. وأوضح ان الغابات سيزرع فيها نباتات لإنتاج أخشاب وتوليد الطاقة وغيرها وسيتم عقد مؤتمر لتبادل الخبرات بين الجانب المصرى والألمانى وعمل شكل مؤسسى مناسب لإدارة المشروع فى مصر. وأشار الى ان مياه الصرف الصحى تمر بثلاث مراحل للمعالجات واذا تم إستخدامها فى الزراعة تؤثر سلباً على الصحة وتسبب الأمراض ولإستخدامها فى زراعة الغابات تتطلب مرحلتين فقط من المعالجة وهذا يقلل التكلفة مشيراً الى ان الغابات ستساهم فى تقليل عملية الإحتباس الحرارى. وأردف ان الجدوى الاقتصادية للمشروع ستكون فى مصلحة مصر وبخاصة ان مصر تستورد أخشاب ب 700 مليون دولار فى السنة والمشروع سيساهم فى إنتاج أخشاب عالية القيمة ووقود حيوى فضلاً عن تقليل الإنبعاثات الحرارية والحفاظ على البيئة وتقليل الرياح. وأضاف الدكتور هانى الكاتب استاذ الغابات بجامعة ميونخ الألمانية ان الشكل المؤسسى لإدارة الغابات غير موجود والملف تائه بين وزارة الزراعة والبيئة والتنمية المحلية والإسكان مشيراً الى ان الغابات تحافظ على التربة والمياه وألمانيا من أول الدول التى بدأت فى "الإستدامة" التى تعنى الحفاظ على دوام الأشجار. ولفت الى ان فرص نجاح المشروع عظيمة فى مصر وقد عاونت بعض الدول مصر فى إنشاء الغابات وهناك 12 ألف فدان مزروعة غابات مشيراً الى ان هناك نقص فى إدارة هذه الغابات وبخاصة المتعلقة بنظام الصرف. وأشار الكاتب إلى نجاح هذه التجربة في مصر، وقال "بعد سبعة أعوام فقط وصلت أطوال الغابات في الصحراء إلى15 متراً، ويرجع الفضل في هذا إلى أشعة الشمس ومياه الصرف الغنية بالمواد الغذائية، حيث تنمو هذه الأشجار بسرعة تفوق مثيلاتها في وسط أوروبا". وأضاف "إن المشروع أثبت جدوى مبدأ زراعة الأراضي الصحراوية بالغابات، وإمكانية استغلال مياه الصرف استغلالاً مفيداً، بالإضافة إلى التأثير الإيجابي الذي تحدثه زراعة الغابات في مصر على المناخ، فالأشجار تختزن غاز ثاني أكسيد الكربون وهو من الغازات الدفيئة، ومن ثم فالغابات الجديدة تساهم بدور مضاد لتغير المناخ العالمي. وتابع ان علماء الغابات في جامعة ميونخ يساعدون حالياً على تحسين هذه الغابات من الناحية البيئية والاقتصادية وتأسيس إدارة مستدامة للغابات في الصحراء المصرية، ويقوم علماء جامعة مبونخ التقنية خلال العامين القادمين بعمل دراسة في إطار هذا المشروع على ثلاث غابات للتوصل إلى أنواع الأشجار التي تعتبر الأكثر ملاءمة للزراعة فى الصحراء وهذا يعني أن تكون هذه الأشجار من ناحية الأقل استهلاكاً للماء قدر الإمكان وتكون في نفس الوقت مورداً للخشب عالي الجودة كي يلقى إقبالاً عند البيع. وأردف ان مصر كانت أول دولة تنشىء نظام للغابات فى العصر الفاطمى فقد كان الفاطميون يستخدمون الشجر فى بناء السفن وبيعها وبالتالى مولوا بناء القاهرة الفاطمية بالغابات،ويجب مساعدة مصر فى انشاء بعض الغابات التعليمية لتعريف الطلاب والمهندسين كيفية انشائها وإدارتها بطريقة مستدامة.