على قاعدة ديبلوماسية أميركية مفتوحة من عمل ولقاءات ومحادثات من دون خطة او التزام عشية القمة العربية في الرياض، بحث أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في رام الله في "وجوب معاودة عملية سلام ذات مغزى"، قبل ان تتوجه الى القدس وحيث التقت الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون، ثم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت الى عشاء عمل. وصرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع رايس عقب محادثاتهما في المقر الرئاسي برام الله بان "احداً لم يطلب منه تعديل المبادرة العربية"، وان "المبادرة العربية وعملية السلام في منطقة الشرق الاوسط ككل هما في حاجة الى تفعيل". وسئل عن محادثاته مع رايس، فاجاب: "تحدثنا عن الآفاق المتوقعة من القمة العربية والامور التي ستدرس فيها، وبالذات ما يتعلق بخطة خريطة الطريق، التي تتضمن المبادرة العربية"، موضحاً "انه من وجهة نظرنا نحن لسنا مختلفين في أن هذه المبادرة العربية تحتاج الى تفعيل، وهنا لا بد من البحث في السبل المختلفة ليس لتفعيل المبادرة فقط بل عملية السلام في الشرق الاوسط ككل". وفي المقابل، قالت رايس ان المبادرة العربية التي اقرت في قمة بيروت عام 2002 صالحة للتطبيق وانها مطابقة لرؤية الرئيس الاميركي جورج بوش لحل الدولتين، نافية ان "تكون طلبت خلال اجتماعها مع الرباعي العربي او خلال اجتماعها مع الرئيس عباس تعديل المبادرة العربية او شطب احد بنودها". وغمزت من قناة الصحافة قائلة: "اننا لن نقول للصحافة كل ما نبحث فيه مع الرئيس عباس ومع غيره لتحريك عملية السلام". واشادت بالجهود التي يبذلها الرئيس الفلسطيني في مفاوضاته، ولقاءاته مع الاسرائيليين وجددت تمسكها برؤية بوش لحل الدولتين، ذلك ان "هذه الرؤية باتت مطلباً دولياً يؤيدها ويدعمها الجميع". وأضافت: "ان الجميع الآن يدركون أوجه الاختلاف، وعلى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بمساعدة دولية تقريب وجهات النظر، وهذا ما نفعله وفعلناه وحققنا فيه الشيء الكثير، مقارنة بين الوضع اليوم وعام 2000 على سبيل التحديد حين انقطعت الاتصالات بين الفلسطينيين والاسرائيليين". وطالبت بالتحضير الجيد لاي لقاء مستقبلا يجمع الرئيس عباس واولمرت او حتى يجمع الاطراف الثلاثة الفلسطيني والاميركي والاسرائيلي، الى ضرورة التساؤل عما علينا ان نفعل لنحرز تقدما ولننجح هذه المرة".واشارت الى ان لقاء سيجمعها اليوم في عمان والرئيس عباس وهو في طريقه الى الرياض، وذلك لاطلاعه على نتائج اجتماعها مع اولمرت. وكان رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قال قبل لقاء عباس ورايس "ان النقطة الاساسية التي سيطرحها عباس خلال لقائه رايس هي وجوب معاودة عملية سلام ذات مغزى". ويذكر ان عباس اكد في لقاء والامين العام للامم المتحدة بان كي – مون "التزام القيادة والشعب الفلسطيني الاستراتيجي التوصل الى سلام شامل على أساس القرارات الدولية، بما فيها القراران 338 و242 والقرارات الدولية الأخرى ذات الصلة"، داعياً المجتمع الدولي الى ما سماه "القراءة الايجابية" للبرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية. وأوضح انه بحث مع الأمين العام للامم المتحدة في "التطورات في المنطقة من تأليف حكومة الوحدة الوطنية على قاعدة الشرعيتين العربية والدولية" و"الحياة الصعبة التي يحياها الشعب الفلسطيني، وملف القدس والمسجد الأقصى، والاجتياحات العسكرية وما تخلفه من دمار على البنية التحتية، عدا الاغتيالات والاعتقالات". وأعرب عن "التزام الجانب الفلسطيني التهدئة المتبادلة والمتزامنة، مشدداً على الجهود الفلسطينية المبذولة للافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت". وأضاف: "البحث تطرق أيضاً الى قضية الاسرى "فلدينا أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية". ولفت الى مطالبة الأمين العام بالاسراع في عمل الاممالمتحدة الخاص بتسجيل الخسائر الناجمة عن بناء جدار الفصل والدمار الذي يلحق بالناس والارض والممتلكات وكذلك بذل كل الجهود لوقف سياسة الخطوات الأحادية التي تتعارض مع أسس السلام وروحها وتنتهكها، مشيراً الى "طرح قضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق". وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن إعجابه بتمسك الرئيس عباس بالسلام خياراً استراتيجياً وعمله الدؤوب لتحقيقه في المنطقة. كما عبر عن إعجابه بقيادة الرئيس عباس للشعب الفلسطيني وحرصه على وحدته الداخلية. ورحب بتأليف حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، معتبراً إياه تطوراً ايجابياً وفي الطريق الصحيح، مطالباً الحكومة ب"الامتثال لمطالب المجتمع الدولي والرباعية الدولية المتمثلة في الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والاعتراف بالاتفاقات السابقة". وأكد مجدداً عدم وجود خطط للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني هنية، أو أي وزير من اعضاء حركة "حماس"، قائلاً إن الجو السياسي لم ينضج بعد لمثل هذا اللقاء، خصوصاً ان الحكومة لم تمتثل بعد للمطالب الدولية.