"قصائد من غوانتنامو: المعتقلون يتكلمون" هوعمل من بين الأعمال الشعرية التي كتبها عدد من المعتقلين الذين يبقيهم البنتاغون في الأسر دون محاكمة منذ اجتياح أفغانستان قبل أكثر من ستة أعوام. القصائد التي جمعها محامو المعتقلين وأجيز بعضها للنشر من قبل الرقابة العسكرية تعكس خليطا من المشاعر والعواطف الإنسانية والدينية لسبعة عشر معتقلا من السودان والبحرين واليمن وأفغانستان. ولأن أسرى القاعدة الأميركية محرومون من كثير من الأشياء بما فيها الورق والأقلام فان معظم القصائد حفرت بالأظافر والحصى على أكواب كرتونية. ولم تجز الرقابة نشر القصائد باللغات التي كتبت بها ، العربية والبشتونية وغيرها ، وإنما وافقت على ثلاثين نصا ترجمت إلى الإنجليزية من قبل لغويين يحملون تصريحا امنيا. وتم التحفظ على بعض القصائد بذريعة تهديدها للأمن القومي. وستنشر مطابع جامعة آيوا في أميركا الكتاب الذي جمعه وحققه محام مرموق لسبعة عشر يمنيا محتجزين في غوانتنامو هو مارك فالكوف والذي أهداه إلى "أصدقائي خلف السياج". ويقول فالكوف أن الرقابة العسكرية التي صادرت "شظايا" كرتونية تحوي قصائد لسجناء يواجهون مصيرا مجهولا دون أن توجه لهم تهمة تعلم أن الأبيات التي خطها هؤلاء لا تشكل تهديدا لأحد لكنها تكشف عن معاناة إنسانية رهيبة قد تثير الرأي العام في وقت تزداد فيه الضغوط على إدارة بوش لإغلاق المعتقل. ومن بين نحو 380 معتقلا في غوانتنامو لم توجه تهم إلا لاثنين بينما يحاول الباقي الحصول على موافقة للمثول أمام المحكمة للنظر في ظروف اعتقالهم. ويؤكد محامو الأسرى أن غالبية الأسرى أبرياء ولا صلة لهم بتنظيم القاعدة ولا توجد أدلة ضدهم وأن أي قاض سيأمر بإخلاء سبيلهم فورا. وقد حاول بعض المعتقلين الانتحار للخلاص من عذابهم النفسي بينما ترفض الإدارة الأميركية حتى اليوم الاعتراف بأنها دمرت حياة أبرياء في معتقل غوانتنامو. سيثير الكتاب ضجة في الولاياتالمتحدة عندما يصدر في منتصف الشهر القادم لأن ما من تجربة تضاهي هذه المحنة التي تعيشها مجموعة من الشباب قررت الإدارة السياسية في أميركا حرمانهم من ابسط الحقوق رغم معرفتها ببراءة معظمهم في حملة محمومة لاصطياد اسامة بن لادن وغيره من رجالات تنظيم القاعدة الإرهابي. وبحسب فالكوف فان القصائد تناجي البحر والسماء وتتذكر الوطن والزوجة والأبناء وتسأل الله رفع الظلم ومحاسبة الأشرار. وكثير منها يكشف حجم الوحدة والخوف واليأس من خلاص سريع. يقول احدهم وهو اسامة ابو كبير في قصيدة نشرت مقاطع منها على الانترنت (الترجمة إلى العربية من قبلي): هل صحيح أن العشب ينمو مرة أخرى بعد المطر؟ هل صحيح أن الطيور تهاجر لأوطانها مرة أخرى؟ هل صحيح ان السلمون يسبح أعلى النهر؟ انه صحيح. صحيح. كلها معجزات. لكن هل صحيح أننا سنغادر خليج غوانتنامو يوما ما؟ وفي قصيدة لسامي الحاج ، وهو مصور سوداني يعمل لقناة الجزيرة ، يناشد ولده محمد ان لا ينساه ويقول (الترجمة أيضا من قبلي): كيف اكتب الشعر؟ إن روحي مكدرة كالبحر ، يهيجها الكرب والعاطفة الغاضبة ويقول أيضا: أميركا ، يا من تمتطين ظهور اليتامى لتنشري بينهم الرعب.لديهم تماثيل تمجد الحرية وحرية الرأي وكلها أشياء جيدة لكنني شرحت لهم أن هندسة العمارة ليست عدالة محمد... لا تنسني،......