للبجاحة ناسها.. ولو عدنا لدروس ماضي التاريخ وحاضره.. لن نجد أكثر وقاحة من البجاحة القطرية.. الكذب.. والنصب.. والتدليس.. والعمالة والخيانة.. هم التلامذة الشطار للأمريكان.. في تنفيذ المؤامرة على المنطقة العربية.. ولكن البجاحة فيما "يتلوك" به المدعو خالد العطية من شعارات مصالح العرب.. والحفاظ على الأمن القومي العربي.. وهي التصريحات التي قالها لشبكة التليفزيون العربي القطرية من لندن.. وكتبت عنها في هذا المكان الأسبوع الماضي.. وما كان في "النية" العودة للكتابة عن قطر وسجلها الأسود.. الذي بات يحفظه القاصي والداني من عامة الناس في بلاد العرب.. قبل الساسة والخبراء المتخصصين.. قال قائل.. الحديث يدور دائما بالصحف والفضائيات عن دعم قطر للإرهاب.. واتخاذ الإخوان من جزيرتها مأوى لهم.. اما عملها الدبلوماسي ضد مصر.. فيحتاج إلى إعادة نظر.. وطبعا هذا قول يدعو للاستفزاز.. ويحتاج إلى مزيد من التوضيح.. ولو بمجرد الاشارة إلى واقعة واحدة.. أو موقف واحد.. بقدر المساحة.. وما يدعوني للكتابة أيضا وثانية عن دور هذه الإمارة في التآمر على العرب.. الموقف المتخاذل للجامعة العربية بشأن الموقف في ليبيا والدور القطري "الخفي" هذه المرة. بالطبع.. لن ينسى أحد منا فجيعة قلوبنا بالمذبحة التي ارتكبها تنظيم داعش الشيطاني.. بذبح 21 من أبنائنا في ليبيا.. جريمة تهتز لها السماوات.. ويحتار في وصف فداحتها فصيح اللسان وبارع القلم.. وكان رد مصر القاسي الذي حافظ على الكبرياء.. وثأر لابنائنا.. والمفروض.. انه أراح كل نفس بشرية طبيعية.. هذا ما شعر به كل البشر على أرض البسيطة.. عدا الديوان الأميري القطري.. وتابعه طفله المدلل خالد العطية.. قواتنا المسلحة.. وجهت ضربة قاسية للتنظيم الشيطاني في درنة وبالتعاون والتنسيق الكامل مع السلطات الليبية.. إعمالا لحقها الثابت والأصيل في الدفاع الشرعي عن النفس وحماية مواطنيها في الخارج.. ووفقا لمواثيق الجامعة والأممالمتحدة.. وتحديدا المادة "51".. حينها.. لم تستطع أمريكا الرفض المباشر للضربة الجوية المصرية.. وتلكأت بعبارات دبلوماسية مطاطة.. فقط.. قطر.. الوحيدة مع شريكتها تركيا.. تحفظا على رد الفعل المصري.. ورفضت قطر الفقرة التي يتضمنها بيان الاجتماع التشاوري لمجلس جامعة الدول العربية لادانة واستنكار العمل الإرهابي الذي تعرض له 21 مصريا على يد داعش في ليبيا.. وهي الفقرة التي تؤكد على وقوف الدول العربية بكل قوة إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب.. وتأييدها الكامل لجميع الإجراءات والتدابير التي تتخذها لمحاصرة هذه الظاهرة الخطيرة. وأعرب البيان في هذه الفقرة أيضا عن التفهم الكامل للضربة الجوية التي وجهتها القوات المسلحة المصرية ضد مواقع تنظيم داعش الإرهابي في مدينة درنة الليبية وبالتنسيق والتعاون الكاملين مع السلطات الشرعية في ليبيا ردا على العمل الإرهابي الخسيس. فلماذا رفضت قطر هذه الفقرة في بيان الجامعة العربية وتحفظت عليها؟.. فليقل لنا المدلل "العطية".. هل لانه يحارب الإرهاب.. ويسعى لتحقيق الاستقرار والأمن في الدول العربية.. أم لأنه يد العمالة للعبث في وحدة القرار العربي لمواجهة الإرهاب الذي يدعمه… ولم تكتف فقط برفض الفقرة الخاصة بدعم مصر.. وتأييد الضربة الجوية المصرية لداعش.. وانما كشفت عن قناع الإرهاب.. ورفضت أيضا في نفس البيان.. الفقرة التي تؤكد على رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي.
ولكم مفاجأة وقاحة البجاحة القطرية.. بعد أيام من عملية سورج في 20 يوليو الماضي تستبيح تركيا الأراضي العراقية.. وبدون تنسيق مع العراقيين وتوجه ضربات جوية لمواقع في شمال العراق.. لضرب مواقع قالت انها لحزب العمال الكردستاني. كما توغلت في الأراضي السورية.. وقامت بضربات جوية لمواقع قالت انها لداعش.. والحقيقة انها لأكراد وبتنسيق كامل مع الأمريكان. عقب التدخل التركي في العراق.. أصدر الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية بيانا صحفيا معبرا عن رأيه كأمين للجامعة برفض الاعتداء التركي على العراق الدولة العضو بالجامعة "دون إشارة للاعتداء التركي على سوريا.. ولكنها قصة أخرى.. على هوى أمريكاوقطر ونبيل العربي".. فإذا بالمدلل.. المدعو خالد العطية ينتفض ويصدر بيانا يرفض تصريح العربي ويؤكد ضرب تركيا للعراق.. مؤكدا على تضامن قطر الكامل مع تركيا الشقيقة فيما تتخذه من إجراءات وتدابير لحفظ أمنها واستقرارها.. وقال في بيان خارجيته.. من حق تركيا الدفاع عن نفسها والقضاء على مصدر التهديد من أي جهة اتى.. وذلك بموجب المادة "51" من ميثاق الأممالمتحدة. أي صفاقة سياسية "مخنثة".. "العطية" يرفض المادة "51" بميثاق الأممالمتحدة التي استندت إليها مصر.. رغم الالتزام بالتعاون والتنسيق وموافقة الحكومة الليبية ويستند إلى نفس المادة في تأييده لتركيا بالاعتداء السافر دون أي علم للعراق المستباحة أرضها.. فأي تناقض واضح يؤكد ازدواجية المعايير في السياسة القطرية.. طبعا.. نحن نفهم.. انه هو وأميره ودولته.. لا حول لهم ولا قوة.. ولكنهم يفعلون ويتخذون ما يملى عليهم من مواقف أو أقوال.. ولكن مشكلته انه يدلس.. ويكذب.. ويعلن غير ما يبطن.. "وكمان" يدعي شعارات.. بالضبط.. مثل أسياده الأمريكان.. ولكن العجب.. ان تغيب عنه النخوة العربية.. ان ينكر حق مصر ويمنح نفس الحق لتركيا.. انها البلاهة السياسية قبل ان تكون النفاق السياسي المفضوح.. والغباء الدبلوماسي.. في الخلط المتعمد بين بيان يصدر عن أمين عام منظمة بصفته.. وبيان يصدر عن الدول الأعضاء بالمنظمة.. فقد صدر بيان الدكتور نبيل العربي كبيان صحفي على لسانه.. كما يفعل بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة.. ولم يكن بيانا تفاوضيا للدول الأعضاء بالجامعة العربية كما أدعت قطر.. أو بالأصح كما تعمدت ان تسوق ذلك.
الموقف القطري المفضوح الذي لعبته في اجتماع الجامعة العربية لتأييد الضربة الجوية لداعش في ليبيا.. حاولت ان تتلاشاه قطر في اجتماع الثلاثاء الماضي لمجلس الجامعة لإنقاذ الوضع في ليبيا.. باللعب في أروقة الجامعة واللقاءات السرية.. بعيدا عن الحديث المباشر المعلن بين مندوبي الدول العربية.. "خرس" مندوبها خلال الاجتماع.. وساعده في الصمت.. معرفته بأنه لا ضرورة للحديث طالما ان قرارات الاجتماع تسبح في التيار الذي يريده.. باتخاذ الموقف.. الذي تم "طبخه" حسب الهوى قبل اللقاء.. وفشلت الجامعة – المعبرة عن إرادة عربية مختلطة الأوراق والقرارات والمصالح والولاءات – في التوصل إلى أهم قراري طالب بهما وزير الخارجية الليبي.. ومن أجلهما كان انعقاد الاجتماع.. وهما.. رفض رفع الحظر على تسليح الجيش الليبي.. ورفض تحالف عربي أو حتى "الدولي" لضرب داعش في ليبيا. واكتفت الجامعة ببيان انشائي كسابقه.. دعم ليبيا عسكريا.. أمنيات طيبة تتناقض مع قرارات صريحة واضحة طالب بها الجانب الليبي.. كيف سيواجه الجيش الليبي جماعات إرهابية تتمركز في ثلاث مناطق.. وقسمت ليبيا بالفعل إلى ثلاث دول.. في طرابلس.. وسرت.. ودرنة.. جيش أعزل لا يمتلك سوى طائرتين – ان كانتا تصلحان للعمل – أمام جماعات تهل عليها أسلحة من كل حدب وصوب.. وآخرها الشحنة القطرية لمركب تحمل مدافع مضادة للطائرات.. تستطيع ان تطول طائرات عسكرية أو مدنية على مسافات كبيرة.. ولمن حاولت قطر إرسالها.. طالما ترفض تسليح الجيش الليبي.. طبعا لإحدى الجماعات الإرهابية الأخرى.. لتظل ليبيا مشتعلة.. حتى يفتينا الأمريكان كما الحال في العراق.. ان الحل في التقسيم.. ام ان قطر.. ترسل أسلحة لإخوان ليبيا لتهريبها إلى مصر.. أو استخدامها ضد مصر من الأراضي الليبية. لماذا لم تتخذ الجامعة قرارا حقيقيا فعالا على أرض الواقع ينقذ ليبيا.. بدلا من العبارات الانشائية الإنسانية.. لا أكثر ولا أقل.. طبعا لم يكن متوقعا من الجامعة موقفا جادا بقدر اللحظات التاريخية التي تمر بها الأمة العربية.. ومازال مسلسل التآمر الغربي والعمالة العربية هو القادر والغالب.
إذا كان العرب يحاربون إرهاب داعش والإخوان وغيرهما من جماعات الشيطان.. فإن الأخطر من الإرهاب.. هذه الدويلة وعصابة حكمها.. بما تقدمه من دعم وتمويل للإرهاب.. وما تمارسه من دور سياسي عدائي للأمن القومي العربي.. ولمصالح كل العرب وفي مقدمتهم مصر ودول الخليج العربي.. استمرأت هذه الإمارة دور اليد الخفية للتحالف مع أصحاب المؤامرات علينا.. إلى القادة العرب.. إلى متى تمدون حبال الود مع قطر؟.. ومتى تأخذون موقفا جادا جريئا؟.. يضعها في "القمقم" المناسب لها.. ولقدر قامتها.. ماذا أنتم فاعلون معها.. أم ان حساباتكم السياسية مع الأسد وليس الفأر.. خذوا العظة من "وقفة" إيران ضد الأسد الأمريكي؟! نقلا عن جريدة أخبار اليوم