أكدت كل من مصر وسوريا رفض إجراء أي تعديل في المبادرة العربية للسلام, التي تبنتها قمة بيروت عام2002, وقال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, عقب استقبال الرئيس حسني مبارك نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أمس, إن المبادرة كل لا يتجزأ, وإنه ليس بمقدور إسرائيل أن تنتقي من بنود المبادرة, وأن تحاول القفز نحو إقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية, دون الوفاء باستحقاقات ذلك. وكان الرئيس مبارك قد تلقي خلال اللقاء رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد, تتعلق بالتنسيق بين مصر وسوريا, قبيل انعقاد القمة العربية المقبلة في نهاية الشهر الحالي بالرياض. ووصف فاروق الشرع لقاءه مع الرئيس مبارك بأنه مهم, وجري خلاله حديث طويل ومعمق حول الأوضاع في المنطقة, والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. وأشاد الشرع, في مؤتمر صحفي عقد عقب اللقاء, بحرص الرئيس مبارك علي استمرار العلاقات القوية والمتميزة بين مصر وسوريا, مشيرا إلي أنه وجد لدي الرئيس العاطفة المعهودة عن الشعب المصري تجاه سوريا. وفي رده علي سؤال بشأن الدور المصري في تنقية الأجواء بين السعودية وسوريا, قال: إن سوريا تثمن هذه الجهود وتعتبرها إضافة مهمة في بناء التضامن العربي, وفي هذا الاتجاه أكد السفير سليمان عواد في رده علي أسئلة الصحفيين أنه ليس هناك مجال للحديث عن توتر أو فتور في العلاقات المصرية السورية. وحول الحوار السوري الأمريكي, في إطار المؤتمر الأمني الذي عقد أخيرا في بغداد, قال فاروق الشرع: إن سوريا لا تعلق آمالا كبيرة علي ما دار, ولكنها لا تتجاهله, مشيرا إلي أن هذا الحوار مازال في بدايته, ويحتاج إلي مزيد من الجهود لإزالة الشكوك المتبادلة بين الجانبين. وأعلن عواد أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس المقبلة للمنطقة تهدف إلي كسر الجمود في عملية السلام, مشيرا إلي أن هناك مشاورات تتم حاليا لأن تلتقي رايس خلال زيارتها لمصر هذا الشهر بدول الرباعية العربية, وهي, بالإضافةإلي مصر, السعودية, والأردن, والإمارات, كما أن هناك حديثا يدور حول اجتماع اللجنة الرباعية الدولية خلال عقدها الشهر المقبل في مصر بالرباعية العربية, ولكنه أبدي عدم علمه بعقد قمة عربية مصغرة في شرم الشيخ, تضم مصر, والسعودية, وليبيا, وسوريا قبيل قمة الرياض, مؤكدا في الوقت نفسه حرص الرئيس مبارك علي تهيئة الأجواء الكفيلة لإنجاح هذه القمة المهمة. من جانب آخر, يتوجه السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية إلي عمان اليوم للقاء وزيري خارجية الأردن والسعودية, وذلك في إطار التحركات المصرية من أجل خروج القمة العربية المقبلة في الرياض بموقف عربي موحد في مختلف القضايا المطروحة علي القمة. وصرح علاء الحديدي, المتحدث الصحفي لوزارة الخارجية, بأن الاجتماع الثلاثي سيتناول الاقتراح المصري الخاص بضرورة العمل علي تطوير النظرة إلي الأمن القومي العربي, بحيث يأخذ في اعتباره المفاهيم الجديدة للأمن القومي بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.