يتابع المراقبون الدوليون بعدد من الدوائر الانتخابية اليمنية عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي بدأت اليوم وسط تطور في العديد من المناطق اليمنية خاصة الجنوبية ( الحراك الجنوبي ) والشمالية ( الحوثيون). وفي إطار المراقبة الدولية ، أعرب ميتسو نوري نامابا السفير اليابانى لدى صنعاء عن أمله فى تنجح الانتخابات اليمنية على المرشح التوافقى عبد ربه منصور هادى نائب الرئيس اليمنى لخروج اليمن من أزمته الحالية ، وقال السفير خلال زيارته لدائرة مديرية السبعين بالعاصمة صنعاء التي شهدت أقبالا كبيرا من الناخبين إن المشاركة في الانتخابات مطمئنة كما قامت سفير هولندا لدي اليمن ليوني كلينيري بزيارة تفقدية مماثلة لإحدى اللجان الانتخابية لمتابعة سير الاقتراع , وفي حي سعوان شرق العاصمة شهدت مدرسة اليرموك اصطفاف عدد كبير من الناخبين ، كما لوحظ مشاركة نسائية غير مسبوقة . وقالت إحدى الناخبات إن هذه الانتخابات تعد خطوة هامة لإنهاء الحكم السابق ولم تشهد الانتخابات أية مخالفات او مشادات في العديد من المقار الانتخابية حيث تجرى عملية الاقتراع وسط أجواء أمنية مشددة بالعاصمة صنعاء وبعض المناطق الاخرى . كما أدلت الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2011 بصوتها إلى جانب مجموعات كبيرة من شباب ساحة التغيير بالعاصمة , وأكدت أهمية المشاركة في الانتخابات وفى محافظة عدن (جنوب اليمن ) ورغم التواجد العسكرى والامنى المكثف وغير المسبوق وتواجد لجنة وزارية من خمسة وزراء لتهدئة الأوضاع وحث المواطنين على المشاركة الإيجابية فقد سقط عدد من الجرحى في صباح الثلاثاء للاقتراع فى الانتخابات الرئاسية في محافظة عدن ، وسط اشتباكات جارية بين الجيش ومناهضين للانتخابات في المنصورة وخور مكسر وإصابة 3 مواطنيين . وكان قد بدأ اليمنيون التصويت الثلاثاء فى أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد ، بعد إعلان الرئيس علي عبدالله صالح ، تخليه عن السلطة ، حيث يأمل كثيرون ان تعطي البلاد فرصة لاعادة البناء بعد عام من الاضطراب الذي دفع اليمن الى حافة حرب اهلية. ويعتبر نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هو المرشح الوحيد في الانتخابات التي تجرى بموجب اتفاق نقل السلطة الذي توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي الست الحريصة على تجنب الانزلاق الى حالة من غياب القانون على حدودها ، كما تحرص هي وواشنطن على تفادي تحول اليمن الى دولة فاشلة في وضع يستثمره المتشددون الاسلاميون. ويعارض انفصاليو الجنوب الذين يسعون لاحياء دولة اشتراكية وحدها صالح مع الشمال فى 1990 الانتخابات ويسعون للانفصال عن الشطر الشمالي الذي خاضوا معه حربا اهلية فى 1994 بعد وحدة سياسية رسمية. وحذر مسؤولون من امكانية وقوع هجمات لتعطيل الانتخابات. وعشية الانتخابات هاجم مسلحون مجهولون مركزا للاقتراع في عدن الاثنين في أحدث سلسلة من الهجمات التي تشهدها أكبر مدينة في الجنوب. ويقول الناشطون الجنوبيون الذين يتهمون الشمال بالاستيلاء على مواردهم والتمييز ضدهم انهم سيقاطعون الانتخابات لانها تضفي شرعية على عملية لا يشاركون فيها. ويجعل التصويت صالح الذي استمر في السلطة 33 عاما رابع رئيس عربي يترك منصبه في عام بعد انتفاضات في تونس ومصر وليبيا وهو موجود حاليا في الولاياتالمتحدة لتلقي المزيد من العلاج من حروق اصيب بها في محاولة اغتيال في يونيو حزيران. لكن الانتخابات لن تحسم المواجهة العسكرية القائمة بين أقارب صالح ولواء منشق ومسلحين موالين لشيوخ قبائل ، كما يشهد شمال اليمن تمردا مسلحا وحقق اسلاميون متهمون بأن لهم صلات بالقاعدة مكاسب ميدانية في الجنوب. وتجري الانتخابات وسط مقاطعة مناطق في صعدة شمالي البلاد، حيث يرفض "الحوثيون"، الذين خاضوا ستة حروب مع الحكومة المركزية، المشاركة في الاقتراع، كما تتواجد دعوات واسعة للمقاطعة من قبل التيارات الجنوبية التي تطالب بالانفصال عن الشمال. وندد ناشطون شبان كانوا قد شاركوا في الاحتجاجات على حكم صالح بالانتخابات مقدما وهم يرون خطة انتقال السلطة اتفاقا بين النخبة التي يعتبرونها شريكا في جرائم ارتكبت في فترة حكم صالح بما في ذلك قتل المحتجين المشاركين في الانتفاضة ضد حكمه.