مكتبة الإسكندرية ترقمن المخطوطات الطبية العربية لمكتبة ويلكوم البريطانية

قامت مكتبة الإسكندرية بفهرسة مجموعة المخطوطات الطبية العربية لمكتبة "ويلكوم" Wellcome بالمملكة المتحدة رقميًا باستخدام برمجيات مفتوحة المصدر. وتم تنفيذ المشروع بالشراكة مع مكتبة "ويلكوم"، والكلية الملكية بلندن، ومؤسسة جيسك للتكنولوجيا الرقمية للتعليم والبحث العلمي JISC.
ويتيح المشروع للباحثين تصفح مجموعة المخطوطات الطبية العربية لمكتبة "ويلكوم" إلكترونيًا ومجانًا من خلال الموقع الإلكتروني http://wamcp.bibalex.org/. وتخدم المكتبة الرقمية قاعدة عريضة ومتنوعة من الجمهور سواء كانوا من الباحثين، أو العلماء المتخصصين في الدراسات العربية، أو المؤرخين، ومرممي المخطوطات، وغيرهم.
وتضم المجموعة الفريدة عدد من أهم النصوص الطبية العربية، والتي تتاح للجمهور بشكل كامل انطلاقًا من أهمية الطب العربي الذي كان في فترة من الفترات الأكثر تقدمًا في العالم.
ويأتي ضمن المجموعة الرقمية نصوص طبية لعلماء بارزين مثل ابن سينا وابن القف وابن النفيس، ونصوص أخرى، بالإضافة إلى نسخ من نصوص نادرة وفريدة، مثل نص تعليق ابن رشد على النصوص الشعرية الطبية لابن سينا، وغيرها.
وقال الدكتور مجدي ناجي؛ رئيس قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمكتبة الإسكندرية، إن المكتبة حرصت على إنشاء الأدوات والتقنيات التي تمكن من الاستخدام الأمثل للمحتوى الرقمي للمخطوطات الطبية العربية دون الحاجة إلى سرعة انترنت عالية، مثل امكانية التقريب داخل الصفحات لاكتشاف تفاصيل المخطوطة، وتحميل صفحات معينة أو تحميل المخطوطة كاملة مع البيانات التفصيلية المرفقة بها.
وأكد ناجي أن أكبر التحديات التي واجهت إنشاء الفهرس الإلكتروني كانت الحفاظ على أصالة نصوص المخطوطات القديمة التي تعود لآلاف السنوات ونقلها رقميًا للمستخدم، ومنها عرض الحروف العربية القديمة (الغير منقوطة) بنفس صورة تواجدها داخل المخطوطات.
من جانبه، قال الستير دوننج، مدير البرامج في مؤسسة جيسك للتكنولوجيا الرقمية للتعليم والبحث العلمي، إن هناك العديد من التحديات التي تواجه مشروعات رقمنة المخطوطات بشكل عام، ليس فقط من أجل تقديم صورة مماثلة ودقيقة للمخطوط الأصلي، بل لأهمية اتسام المخطوط بالدقة والضبط في شكله النهائي.
وأضاف أن هذا المشروع الممول من مؤسسة "جيسك" قد تغلب على تلك التحديات، بالاعتماد على المجموعة الاستثنائية لمكتبة "ويلكوم"، والخبرات التقنية والأكاديمية لمكتبة الإسكندرية، التي ساعدت على خلق مصدر معلومات يفتح سبل جديدة في مجال الدراسات الإسلامية.