أجرى العلماء في منطقة القطب الشمالي أول بحث على جبل جليد هائل بحجم مدينة مانهاتن الأمريكية. وكانت قطعة من الجليد بطول 16 كيلومترا وعرض خمسة كيلومترات - أطلق عليها اسم جزيرة أيلز الجليدية - قد انفصلت عن الساحل القطبي الشمالي لكندا عام 2005، لكن لم يتم تحديدها إلا مؤخرا. هذا ووطأ الباحثون الجزيرة الجليدية وزرعوا ما يشبه فنار رصد على سطح الجزيرة. وسوف يساعد هذا الجهاز العلماء في مراقبة الجبل الهائل خلال تقاذف التيارات له حول المحيط القطبي الشمالي. ويبعد موقع الجزيرة الحالي حوالي 600 كيلومتر عن القطب الشمالي، في واحدة من أسرع المناطق احترارا على وجه الأرض. واكتشف الباحثون أن متوسط سمك الجليد بلغ 42 - 45 مترا، وهو ما يساوي ارتفاع بناية مكونة من عشرة طوابق. وأحد مؤشرات ذلك هو أن الجزيرة قد تبقى لفترة أطول من المتوقع، حيث قد يستغرق ذوبان الجليد المكون لها والذي يقدر بملياري طن، وقتا أطول من التقديرات الأولية. إلا أن الباحث لوك كوبلاند من جامعة أوتوا قال إن هذا الجليد الكثيف يمكن أن ينفصل خلال ساعة واحدة - كما حدث في أغسطس عام 2005-. وأضاف أن هذا يوضح كيف يمكن لظاهرة تغير المناخ أن تتسبب في تغيرات فجائية للغاية حتى على نطاق هائل عندما يتفكك الجرف الجليدي، حيث يتسبب هذا في تسجيل قوة تصدع بقوة زلزال صغير. يذكر أنه خلال ثلاثة آلاف عام كان هذا الجزء الهائل من الجليد متصلا تماما بالساحل كجزء من جرف أيلز الجليدي، لكنه الآن يتحرك باستقلالية.