فى إطار الجهود المصرية المبذولة لدعم القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية وسُبل وقف الاقتتال الداخلى الفلسطينى جاءت زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير دولة قطر لمصر أمس ولقائه بالرئيس مبارك، حيث بحث عدد من القضايا والملفات العربية والتطورات الجارية فى منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطينى والأوضاع فى العراق والسودان والصومال، إلى جانب سُبل إحلال الهدوء والاستقرار على الساحة اللبنانية وأيضاً الأزمة النووية الإيرانية والتصعيد والمواجهة بين الغرب وإيران، وكذلك دعم العلاقات الثنائية بين مصر وقطر فى مختلف المجالات وسُبل تطويرها وتعزيزها إلى جانب إجراءات توسيع نطاق التعاون الاقتصادى وزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارى بين البلدين . وحول التوافق فى وجهات النظر بين مصر وقطر أشار السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إلى أن المنطلقات المصرية والقطرية تشترك فى مراعاة قضايا الأمة العربية والمنطقة وهى منطلقات واحدة، مُؤكداً أن المباحثات كشفت تطابق وجهات النظر حول كافة المسائل الإقليمية المطروحة، مُشيراً أن الرئيس مبارك قبل الدعوة التى وجهها له أمير قطر لزيارة الدوحة وسوف يتم تحديد موعدها فى وقت قريب . ومن جانبها رحبت صحيفة الراية القطرية بنتائج القمة التى جمعت بين الرئيس مبارك وأمير قطر الشيخ حمد، ووصف ما أسفرت عنه المحادثات بأنها جسدت حالة الشراكة القوية القائمة بين القيادتين والبلديين، والتى تشهد تطوراً متصاعداً فى الآونة الأخيرة، سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو الاستثمارى، مُشيرة أن عقد هذه القمة جاءت فى وقت تشهد فيه القضايا الإقليمية منحنى خطيراً بلغ حدوده القصوى، كما فى العراق ولبنان واستمرار الاقتتال الداخلى فى الأراضى الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس على نحو أكثر دموية من أى فترة سابقة، وأن هذه القمة بلورت توافقاً وتطابقاً فى وجهات نظر الجانبين تجاه كافة الموضوعات الإقليمية . كما أن هذه القمة أعطت زخماً قوياً على الصعيد الثنائى لحالة الحراك فى التعاون القطرى المصرى، خاصة فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية التى أخذت منحنى تصاعدياً فى الآونة الأخيرة بعد التوقيع على مذكرة التفاهم بين الجانبين لإنشاء منطقة صناعية قطرية فى مدينة برج العرب بمحافظة الإسكندرية، وقد شددت الصحيفة على أن هذه القمة حققت الغاية منها والتى تتمثل فى تهيئة الأرضية أمام المستويات الأخرى لتحقيق تقدم فى التعاون المشترك وفق قاعدة تعظيم المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة . ترتبط مصر وقطر بعلاقات سياسية واقتصادية وثقافية ممتازة ومستقرة وتتوج باللقاءات المستمرة بين الرئيس مبارك والشيخ حمد بن خليفة آل ثانى إضافة إلى الزيارات والوفود المتبادلة بين البلدين على مختلف المستويات، وتتميز العلاقات على الصعيد السياسى بتنسيق المواقف والتفاهم المتبادل تجاه مختلف القضايا والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادل التأييد بشأن الترشيحات للمناصب الدولية. وتبدى قطر اهتماماً متزايداً بالاستثمار فى مصر فى ضوء التطورات الإيجابية التى يشهدها مناخ الاستثمار فى مصر خلال الفترة الأخيرة، حيث يقوم الجانب القطرى بتنفيذ عدد من المشروعات خاصة فى قطاع السياحة بعدد من المُدن المصرية، هذا وقد تأسست اللجنة المشتركة بين البلدين برئاسة وزير الخارجية عام 1990 حيث عقدت أربع دورات آخرها عام 2004 وتبحث اللجنة فى دورات انعقادها سُبل دعم وتطوير التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات، ومن المنتظر أن يتم عقد الدورة الخامسة لهذه اللجنة هذا العام 2007 . وكانت قطر قد احتفلت خلال شهر مايو بالدستور الأول منذ استقلالها عام 1971 حيث وافق القطريون بشبه إجماع على مشروع الدستور ونص الدستور القطرى الذى طرح للاستفتاء على الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وتبقى السلطة التنفيذية فى أيدى الأمير وحكومته ويتضمن نص مشروع الدستور إنشاء مجلس شورى برلمان يتألف من 45 عضو يتم انتخاب الثلثين منهم ويعين أمير البلاد الثلث الباقى ويبلغ عدد سكان قطر 650 ألف شخص منهم 150 مواطن قطرى والآخرون من الأجانب . وقد حصلت قطر على استقلالها فى شهر سبتمبر عام 1971 ويعتبر الأمير حمد بن خليفة المولود عام 1952 هو الحاكم الثامن فى تسلسل الأسرة التى حكمت البلاد وقد تولى السلطة فى السابع والعشرين من يونيو عام 1995 بعد والده خليفة بن حمد آل ثانى من الحكم . 14/6/2007