لم تكن الثورات والتظاهرات، في الآونة الأخيرة، حصرية على الدول العربية في مصر وتونس وليبيا وغيرهم، وإن اختلفت الأسباب وتباينت الدوافع، فقد شهدت مناطق واسعة من العالم مظاهرات بالآلاف على غرار مظاهرات وول ستريت في الولاياتالمتحدة والتي حملت شعار "احتلوا وول ستريت" احتجاجا على "ظلم" النظام المالي العالمي. فقد احتشد محتجون في حوالي ألف مدينة في مختلف أنحاء العالم، لتوجيه صرخة غضب في وجه مصرفيين ورأسماليين وسياسيين، يتهمونهم بتدمير اقتصاديات العالم وحكمهم على الملايين بمواجهة الفقر والصعاب نتيجة طمعهم. وخرج المحتجون للشوارع من نيوزيلاند الى آلاسكا، ومن لندن وفرانكفورت إلى نيويورك نفسها. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت قد غصت بالدعوات الحاشدة. وشهدت العاصمة الإيطالية روما مظاهرات ترواح أعداد المشاركين فيها بين مئة إلى مائتي ألف شخص وفق تقديرات القائمين على تنظيمها، وذلك بتشجيع من حركة "أنديجنادوز" الشبابية في إسبانيا والتي بدأت الاحتجاجات فى إسبانيا فى مايو 2011، ثم فى وول ستريت بنيويورك في الولاياتالمتحدة فى سبتمبر 2011، ثم انتشرت فى بقية دول العالم بعد ذلك، إحتجاجا على المصاعب الاقتصادية وعمليات خفض الوظائف والأجور التى تسير عليها الحكومات.