بعد أن نجحوا في إطلاق سراح الن جونستون مراسل البي بي سي في الرابع من يوليو الجاري فإن مسؤولي حماس يتحركون الآن مباشرة للتفاوض من أجل إطلاق سراح رهينة أخرى في غزة هو الجندي الإسرائيلي غيلاد شاليت الذي تم إعتقاله في يونيو عام 2006م في هجوم قاده مقاتلون فلسطينيون عن طريق نفق تحت الجدار الأمني المضروب حول غزة.والمختطفون الذين يحتجزون الجندي الإسرائيلي هم مجموعة مشكلة من أفراد تابعين للجناح العسكري لحماس بالإضافة إلى مجموعة راديكالية أخرى هي لجنة المقاومة الشعبية. وأظهرت التحريات التي قامت بها مجلة تايم أن هناك تباينا واضحا في كيفية نظرة الإسرائيليين وحماس للمفاوضات المعقدة التي تجري أحياناً وتتوقف أحياناً اخرى بين الطرفين فيما يتعلق بإطلاق سراح الجندي شاليت.وتجيء فترة الإنقطاعات في المفاوضات جزئياً نظراً لرفض إسرائيل التعامل المباشر مع حماس التي تعتبرها إسرائيل منظمة إرهابية .وبينما يقول بعض الإسرائيليين المطلعين على سير المفاوضات أنهم متفائلون بأن شاليت سيتم إطلاق سراحه خلال أسابيع فإن المسؤولين في حماس اكثر تحفظاً حول هذا الموضوع وقال احدهم أنه وحسب تقييمه فإن هذه المسألة قد تمتد لعام آخر. وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون ومسؤولون من حماس لمجلة تايم إن الجانبين يستطيعان التفاوض حول هذه القضية بمساعدة عمر سليمان مدير المخابرات المصرية وأيضاً في مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين وبعض كبار القادة المحتجزين من حماس في السجون الإسرائيلية ويقوم السجناء من حماس بتهريب وثائق حول سير المفاوضات لقيادة حماس عبر المحامين والاقارب الذين يزورونهم في السجن. وقال أحد قيادات حماس لمجلة تايم إنه في الربيع الماضي إقترحت حماس على إسرائيل إطلاق سراح 1400 سجين فلسطيني بحيث تقوم إسرائيل بناء على هذا المقترح بإطلاق سراح 300 سجين اولاً وبالمقابل تقوم حماس بنقل شاليت من غزة إلى مصر ويتم تسليم الجندي الإسرائيلي للإسرائيليين مقابل إطلاق سراح 400 سجين فلسطيني آخر وبعد مرور سبعة اشهر على وصول شاليت بأمان إلى إسرائيل تطلق إسرائيل سراح 700 سجين فلسطيني آخر وتشمل القائمة مائة فلسطيني ممن يجب إطلاق سراحهم بالضرورة وهؤلاء كانوا قد ادينوا في اعمال إرهابية ضد إسرائيل وتمانع إسرائيل في إطلاق سراح الفلسطينيين الذين تعتقد أن ايديهم ملوثة فيما تقول بدماء الإسرائيليين مخافة ان يقوموا بارتكاب اعمال إرهابية مماثلة مرة أخرى. وبناء على قول أحد قادة حماس فإن إسرائيل توقفت عند رفض إطلاق سراح بعض السجناء في قائمة حماس واستمرت المفاوضات حتى يونيو الوقت الذي سيطرت فيه حماس على قطاع غزة حيث توقفت المفاوضات والآن تفاوض إسرائيل عارضة إطلاق سراح 400 سجين فلسطيني فقط بما فيهم بعض السجناء من قائمةالمائة التي اعدتها حماس .ممن تستبعد إسرائيل ان يقوموا بعمليات ضدها مرة اخرى. لكن رئيس الوزراء إيهود اولمرت بناء على قول مسؤول في الخابرات الإسرائيلية من تل ابيب يرفض إطلاق سراح أي من السجناء من غير حماس بينما تطالب حماس بإطلاق سراح سجناء من الفصائل الفلسطينية الأخرى بالإضافة إلى مشتبه فيهم أجانب بالإرهاب ممن هم في ايدي الإسرائيليين.ومن الواضح ان اولمرت لا يرغب في ان يمنح حماس الفرصة لأن تظهر امام الشعب الفلسطيني بمظهر الحريص على إطلاق سراح فلسطينيين من كل الفصائل الأخرى. ولكي يرفع من شأن محمود عباس في صراعه مع حماس وافق اولمرت على إطلاق سراح 250 من الموالين لفتح وهي عملية قوبلت بالنقد من الفلسطينيين الآخرين باعتبارها عملاً انانياً من قبل محمود عباس في حال قبوله بالعرض. وقال احد قادة حماس إنه يشك في ان يقبل المفاوضون من قبل حماس داخل السجون الإسرائيلية بالعرض الجديد. وصرح عمر سليمان مدير المخابرات المصرية للصحافة الإسرائيلية بأن على إيهود أولمرت أن يظهر بعض المرونة تجاه حماس ويرغب الإسرائيليون في أن يروا جنديهم الأسير طليقاً لكنهم يبدون تردداً في إطلاق سراح أشخاص من المحتمل ان يكونا خطرين على أمنهم. يستفيد إيهود اولمرت من إطلاق سراح الجندي شاليت بينما تستفيد حماس من إطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم . ولذا فالطرفان يضغطان ويشددان من مواقفهما. ويرى حوالى عشرة آلاف سجين فلسطيني هم جملة الموجودين داخل السجون الإسرائيلية إن المفاوضات التي تقودها حماس تسعى لإطلاق سراح اعداد كبيرة منهم لذلك يؤيد هؤلاء السجناء موقف حماس التفاوضي. ولا زال قادة حماس يحثون إسرائيل على المفاوضات المباشرة معهم طالما انه تم إنتخابهم في إنتخابات حرة من قبل الشعب الفلسطيني.وتسيطر حماس حالياً على خاطفي شاليت في غزة وقال مسؤول من حماس إننا نرغب في مفاوضات مباشرة مع حماس فلماذا تقوم إسرائيل بالتفاوض مع رجالنا في السجون بينما ترفض المفاوضات المباشرة مع قيادتنا؟ ولا شك انه سؤال يتطلب الرد الذي ربما يفضي إلى تطور جديد في هذه القضية وفي العلاقة مع حماس.