بين ترحيب عربي وقلق أميركي، وحذر أوروبي ..جاءت ردود الافعال المتباينة فى اعقاب الاعلان عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية .الخارجية المصرية بادرت بدعوة المجتمع الدولي لرفع الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية، موضحة إن على المجتمع الدولي أن يتعامل بشكل إيجابي مع الحكومة الجديدة ويتخذ الإجراءات اللازمة لضمان نجاحها باعتبارها تشكل فرصة لاستئناف عملية السلام. عربيا : وصفت الرياض تشكيل حكومة الوحدة بأنه "خطوة تؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وفرصة ليعم السلام العادل والشامل جميع أنحاء المنطقة". كما أعربت سوريا دعمها لحكومة الوحدة الوطنية داعية المجتمع الدولي إلى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني, ومشددة على ضرورة توفير المناخات الضرورية لإنجاح عملها . بدورها رحبت الحكومة الأردنية بالحكومة الجديدة معتبرة تشكيلها خطوة مهمة في مسيرة الفلسطينيين. ودعت إلى تكثيف الجهود لتلبية طموحات الشعب الفلسطيني، وتحصيل حقوقه المشروعة وصولا إلى إقامة دولته المستقلة. كما طالبت قطر المجتمع الدولي واللجنة الرباعية بالعمل بإيجابية مع هذه الحكومة وتقديم الدعم لها ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. معربة عن املها فى ان يسهم تشكيلها في تعزيز وحدة الصف والكلمة بين الفلسطينيين. وفي صنعاء رحبت وزارة الخارجية بتشكيل حكومة هنية, ودعت إلى تهيئة المناخ لنجاحها من خلال رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. كما أعرب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عن ارتياحه للاتفاق الذي توصل إليه الأشقاء الفلسطينيون حول تشكيل حكومة وحدة وطنية .
حذر اوربى: من جانبه رحب الاتحاد الأوروبي بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لكنه اشترط لاستئناف المساعدات المباشرة تقييم برنامجها وأفعالها. وقال فى بيان صادر عنه :إن الاتحاد سيدرس بعناية برنامج الحكومة والأعمال التي سيقوم بها وزراؤها. الحذر الاوروبي تميزت عنه النرويج والتي بدأت بالفعل سلسلة فك الحصار الغربي عن الفلسطينيين حيث قررت أوسلو تطبيع علاقاتها السياسية والاقتصادية مع حكومة الوحدة .
خيبة امل امريكية : بالمقابل عبرت واشنطن عن خيبة أملها وقلقها من كلمة رئيس الحكومة الفلسطينية والذي اعتبر أن المقاومة بكافة أشكالها ضد إسرائيل حق مشروع للشعب الفلسطيني وقالت المتحدثة باسم الخارجية نانسي بيك إنه يتعين على أي حكومة فلسطينية نبذ ما وصفته بالعنف والاعتراف بإسرائيل واحترام الاتفاقيات السابقة.موضحة ان الحظر الذى تفرضه الولاياتالمتحدة منذ عام على المساعدات المباشرة للفلسطينيين سيظل قائما بالرغم من تشكيل حكومة وحدة جديدة .
انقسام داخل اسرائيل : على الجانب الآخر حث رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت المجتمع الدولي على الانضمام الى اسرائيل في مقاطعة حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة واصفا برنامجها بأنه يتضمن عناصر مثيرة للمشاكل.وقال أولمرت أمام مجلس الوزراء "لن نتمكن من اجراء اتصالات بالحكومة أو أعضائها '..الا انه أشار الى مواصلة الاتصالات مع عباس وهي السياسة التى يشجعها وسطاء السلام الغربيون على أمل احراز تقدم. وكانت اسرائيل في وقت سابق قد رفضت الاعتراف بالحكومة الفلسطينية الجديدة. وقالت متحدثة باسم رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن تل أبيب لن تعترف أبدا بهذه الحكومة الجديدة ولن تعمل معها ولا مع أي من أعضائها.. فى الوقت نفسه انتقد وزيران من حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت قراره مقاطعة حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة ولكن مع مواصلة التباحث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت ميري ايسين المتحدثة باسم أولمرت بعد تصديق المجلس التشريعي الفلسطيني على الحكومة الائتلافية التي تضم أعضاء من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحركة فتح التي يتزعمها عباس ومستقلين ان اسرائيل ستقاطع الحكومة الجديدة بما في ذلك الوزراء من غير الاعضاء في حماس.فيما دعا وزير الشؤون الاستراتيجية الى مقاطعة كاملة للفلسطينيين بمن فيهم رئيس السلطة محمود عباس ..