بعد ما أثير مؤخرا من تشكيك بفقدان بعض المقتنيات والتحف الأثرية الموجودة بقصور الرئاسة - وعددهم 16 قصرا – والتي لا تقدر بثمن لقيمتها الفنية والتاريخية العظيمة، حيث تعود معظمها إلى أسرة محمد علي، شكلت وزارة العدل لجنة للجرد والحصر الأثري لقصور الرئاسة، تضم خبراء من الآثار والثقافة والفنون التشكيلية والقوات المسلحة والعدل والأموال العامة ومصلحة التمغة والموازين والجهاز المركزي للمحاسبات ومن الجهات المعنية كافة، والتي انتهت بالفعل من جرد قصور الرئاسة بالإسكندرية ولا يزال الجرد مستمرا في قصور القاهرة. خبراء بالآثار أعضاء بلجنة الجرد أكدوا – لموقع أخبار مصر www.egynews.net – عدم فقدان أية قطعة من مقتنيات قصور الرئاسة التي تم جردها حتى الآن، مؤكدين تطابق كل التحف والآثار لما هو بالسجلات سواء التابعة للآثار أو للقوات المسلحة، مستنكرين إشاعة "البلبلة" في هذا الصدد الذي تسبب فيه بعض ما تم نشره صحفيا دون أدلة. متحف الهدايا تابع للجيش رئيس الإدارة المركزية لآثار العصر الحديث بقطاع الآثار الإسلامية والمسئول عن القصور التاريخية الدكتور محمود عباس قال إن كل قطعة موجودة داخل كل قصر من القصور الرئاسية مسجلة ومصورة وتم توصيفها في سجلات موثقة، وإن لجنة الجرد الأثري لقصور الرئاسة تطابق ما في هذه السجلات بما هو موجود بالفعل وتعاينه في الواقع، مؤكدا أنه ثبت عدم فقدان أو تدمير أي من هذه المقتنيات حتى الآن، مشيرا إلى انتهاء عمل اللجنة من جرد قصور الرئاسة بالإسكندرية، واستمرار عملها حاليا في القاهرة. ونفى د. عباس أن تكون بعض الهدايا التي تسلمها الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك من ملوك ورؤساء بعض الدول غير مسجلة وموثقة، موضحا أن جميع الهدايا التي تسلمها جميع رؤساء الجمهورية السابقين وذويهم – من محمد نجيب إلى حسني مبارك – تخضع كلها إلى متحف الهدايا ويقوم بتصويرها وتسجيلها الحرس الجمهوري والمخابرات والقوات المسلحة، مشيرا إلى وجود 5 متاحف للهدايا بقصر عابدين وهي متاحف حربية تابعة للجيش وليس للآثار، مثلها كمثل المتحف الحربي الموجود بالقلعة والمتحف الحربي في بوسعيد. وأوضح د. محمد عباس أن سجلات الآثار تحتوي على كل قطعة موجودة داخل القصر الرئاسي وليس خارجه، أما متحف الهدايا بقصر عابدين فهو يقع بالجانب الخلفي للقصر ويعد جزءا منفصلا عن القصر تماما. وقال إن الأسلحة النادرة والثمينة والذهبية والمرصعة بالألماس والمهداة إلى الرئيس السابق مبارك فهي في متحف الهدايا بقصر عابدين، إلا أنه أشار إلى أن الأسلحة "الأجمل والأروع" – على حد قوله – موجودة بالمتحف الحربي في القلعة، مشددا على وجود جميع هذه الأسحلة بالكامل مستبعدا فقدان أي منها. وأكد د. عباس أن قصري عابدين والعروبة هما فقط المسجلان كآثار من بين القصور الرئاسية ال16، موضحا أن التسجيل هنا يقصد به المبنى نفسه كأثر تاريخي له قيمته المعمارية، ولا ينطبق ذلك على مقتنيات القصور كافة والتي هي مسجلة ومصورة بالكامل. وأشار إلى قرار أصدره د. زاهي حواس بتسجيل كل مباني القصور الرئاسية، وأن لجنة برئاسة د. محمود عباس تنتظر السماح لها بالدخول لتسجيل هذه المباني. من جهة أخرى، حث د. عباس الصحفيين والإعلاميين أن ينتهزوا هذه الفرصة ويطالبوا المجلس العسكري بأن يدخلوا القصور الرئاسية ويصوروها قائلا "هذه فرصة.. اطلبوا من المجلس العسكري أن تدخلوا هذه القصور للتصوير فهذه بلدكم، وأنا معكم قلبا وقالبا." كما ندد بكل ما نشر للتشكيك في وجود مقتنيات القصور الرئاسية وكل من أشاع مسألة فقدان هذه المقتنيات أو تهريبها، وقال "بلاش تشكيك، كفاية بلبلة، كفاية الاعتصامات والناس اللي مش لاقية سكن.. بلدنا تحتاج منا أن نتكاتف كي نلملمها، لا نريد التشكيك، نحن أغنى من الدول الخليجية ومن دول عربية كثيرة بعقول شبابنا وبمهاراتنا.. كفاية بلبلة."