يطرح الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف نفسه سدا منيعا في وجه اسامة بن لادن وتنظيم القاعدة ، ويستلهم نابليون بونابرت وريتشارد نيكسون في رغبته بالتمسك بالسلطة. وكثيرا ما يستشهد مشرف منذ استيلائه على السلطة في انقلاب ابيض في 12 اكتوبر 1999 بنابليون والرئيس الاميركي السابق نيكسون ، مشيدا بصراحة الاول العسكرية الطابع وبادائه البعيد من الاعتبارات الدبلوماسية ، ومثنيا على حدس الثاني وقدرته على التكيف مع الظروف. وهو يقدم نفسه على انه منقذ الامة الباكستانية النووية والحصن المنيع الذي يحمي العالم من القاعدة وبن لادن. وفي المقابل ، يرى منتقدوه ومعارضوه انه اخفق بعد ثمانية اعوام من الحكم في اعادة ارساء نظام ديموقراطي كامل ولا يزال في الوقت عينه ممسكا بزمام القيادة العسكرية ويعتبرون انه اصيب بعارض شائع بين الطغاة هو الاحساس ان لا غنى للبلاد عنه. ويقول المحلل السياسي الجنرال السابق طلعت مسعود ان "مشرف يعاني شعورا بالعظمة" ، داعيا اياه الى اعادة ارساء الحكم المدني.واضاف "كل المستبدين يعتقدون انهم المنقذ الاوحد وان من دونهم ستنهار الدولة وانهم مختارون للقيام بدورهم". و كسب مشرف تأييدا لمحاولته التصدي ل"التطرف" وحققت البلاد في عهده نموا اقتصاديا غير مسبوق جعل من اقتصادها احد اسرع الاقتصادات نموا في العالم.كما شجع مشرف دخول البلاد بقوة عصر الالكترونيات ووسائل الاعلام. ولا شك ان الجنرال يبدي قدرا كبيرا من الشجاعة ببقائه في منصب تسبب له بمحاولتي اغتيال دبرتهما القاعدة ، وقال مرة"اعتبر نفسي محظوظا. ويقول نابليون انه فضلا عن كل الصفات المطلوبة من زعيم ما ، يجب ان يكون محظوظا حتى ينجح. ومن المفترض تاليا ان انجح". الا ان مسعود يقول ان اصرار مشرف على البقاء في السلطة لتطهير بلده من "التطرف الاسلامي" ينبع من تفكير خاطىء.ويضيف "القول انه القادر على شن الحرب على الارهاب امر سخيف. هناك حاجة الى شخص آخر لبعث الحيوية وحشد القوى التي يمكنها من مواجهة قوى الارهاب". وعزا مشرف لجوءه الى فرض حال الطوارىء الى موجة الهجمات التي يشنها الاسلاميون و"تدخل القضاء في الشؤون العامة". وكان مشرف وعد بالتخلي عن قيادة الجيش اذا فاز بالانتخابات الرئاسية ، وشكل هذا الوعد تحديا لرجل اعلن في وقت سابق من هذا العام ان "البزة العسكرية اضحت جزءا مني". وهذه البزة يرتديها مشرف (64 عاما) منذ اكثر من 45 عاما وتحمل وسام استحقاق حازه في حرب 1965 ضد الهند ، في العام الذي انضم فيه الى وحدات النخبة.