تنبع اهمية قوات الحرس الثوري الايراني في ايران من خلال ادراك قضية مهمة وهي ان هذه القوات تتولى في الظرف الراهن الدفاع عن النظام السياسي الايراني عسكريا وثقافيا واجتماعيا. فالحرس الثوري الايراني الذي ظهر الى الوجود بعد اندلاع حرب الثماني سنوات مع العراق (1980-1988) تمكن ان يبني له مؤسسة عسكرية واسعة في ايران وقد انجبت تلك المؤسسة فيالق وفرقاً وألوية وكتائب وسرايا. وكان تشكيل الحرس يقطع المراحل بشكل لافت حتى انه تمكن من الهيمنة على مؤسسات الجيش السابق بعد ان كانت مقتصرة على وحدات الجيش الايراني في زمن الشاه المخلوع؛ ولأجل الحياة والبقاء وضع الحرس الثوري الايراني نظرية افترق بها عن الجيوش الاخرى؛ فقد ربط نفسه بتشكيلات البسيج “المتطوعون”. فقد بات اليوم في ايران ان الشاب الذي يبلغ من العمر 15 سنة هو عضو في وحدات البسيج التي تمثل القناة لانتخاب الشخصيات السياسية والعسكرية لوحدات الحرس؛ كما ان الحرس تمكن من بناء مؤسسات ثقافية واقتصادية وعسكرية تمتد الى خارج ايران ضمن الاطر القانونية. واكد الجنرال رحيم صفوي قائد الحرس الثوري الايراني “ان قوات الحرس بعد الحرب وضعت جزءاً من معداتها الهندسية وامكانياتها الادارية العالية في قطاع البناء في سياق بناء ايران وذلك في المناطق المعدمة والحدودية” مثل سيستان بلوجستان وكردستان ونظائرها. وأشار صفوي إلى مشروعات نفذها وينفذها الحرس في قطاعات الاعمار والصناعة والمناجم اضافة إلى مشاريع حد خط لأنابيب النفط لتصدير الغاز الطبيعي الايراني إلى الهند وباكستان. وفي المجال العسكري، دافع الحرس في بداية التشكيل عن ايران الثورة والنظام حتى ان الامام الخميني اطلق عليه مقولة “اذا كان الحرس غير موجود فالثورة غير موجودة ايضا” وهي مقولة تعكس درجة الاهمية التي تحتلها قوات الحرس الثوري في ايران. واذا كانت قوات الحرس قد خضعت إلى رعاية واسناد الامام الراحل فإنها اليوم تخضع إلى اسناد مباشر من قبل المرشد الايراني علي خامنئي الذي عاش فترات طويلة في جبهات الحرب يقاتل الى جانب حراس الثورة في بداية الثورة. والى جانب التشكيلات الداخلية للحرس والتي تخضع إلى التدريبات المستمرة فإن للحرس تشكيلات خارجية وهي التي يطلق عليها تشكيل فيلق القدس الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بتمويل واسناد العمليات التي تحدث ضد كتائبها في العراق. وبحسب مراقبين ايرانيين تحدثوا ل(الخليج)، فإن حادثة إلقاء القبض على عناصر ايرانيين يعملون في السفارة الايرانية في اربيل وكذلك إلقاء القبض على شخص آخر في البصرة وهو من اعضاء حزب الله (لبنان) جعل من الادارة الامريكية تفكر بوضع قوات الحرس الثوري الايراني في قائمة الارهاب وهي قضية خطيرة ستترك تداعيات على قوات الحرس الايراني التي تتولى قيادة الدفاع عن النظام السياسي والعسكري الايراني. واضاف ان وضع تلك القوات على لائحة الارهاب يعني تحجيماً لشخصيات الحرس سياسيا وعسكريا خاصة أن مؤسسة الحرس انجبت الكثير من الشخصيات التي تعمل في مجالات كثيرة في ايران وداخل ايران؛ كما ان للحرس مؤسسات اقتصادية تعمل في الداخل والخارج ستتأثر بتلك القرارات. من جانبه اكد النائب في البرلمان جواد ارين منش ان موقف امريكا الجديد هو دليل على نجاح الحرس الثوري الايراني وهزيمة الاستكبار العالمي. واضاف ان تلك القرارات الامريكية هي قرارات منفعلة وتعكس الكوابيس الامريكية ازاء الحرس الايراني ولن تؤثر في تطور وتقدم هذه القوات التي تبلورت وتقدمت من قيم الاسلام. وكانت قوات حرس الثورة الايراني قد اصدرت بيانا بمناسبة ذكرى تأسيسها اعلنت فيه عن استعدادها التام للتصدي لتهديدات الاستكبار العالمي.