إلي أين نحن ذاهبون هذا هو السؤال الذي يتردد علي لسان كل مصري. والذي يجعل كل المصريين يشعرون بالقلق وعدم الراحة بالرغم من نجاح مبادراتهم الجريئة للمطالبة باسقاط النظام وبالرغم من تحقيق مطالبهم بالاطاحة بنظام جثم علي صدورهم سنوات طويلة بما له من سلطات واساليب قمعية اعتقد انها قادرة علي ارهاب كل المصريين وخضوعهم لهذا النظام السلطوي الذي استخدم كل اساليب التعذيب والارهاب. لا شك ان الشعب المصري الذي تحمل كل التضحيات من أجل انجاح الثورة واسقاط النظام. من حقه ان يحصل علي مكاسب تلك الثورة التي نجحت وحققت المعجزات بشهادة كل دول العالم. لقد اذهل المصريون كل الدنيا باستطاعتهم اسقاط نظام جثم علي صدورهم 30 عاما هذا الشعب الصابر والمثابر قاد ثورة سلمية رغم انه دفع ضريبتها من دمه وقدم الالاف من الشهداء من أجل انجاحها. فخلال فترة حكم مبارك كانت أجهزة القمع المتمثلة في جهاز أمن الدولة والأمن المركزي تحاصر المصريين في مساكنهم وفي اعمالهم ونحسب عليهم انفاسهم حتي تهئ الجو للصوص والقتلة وليبطشوا بهذا الشعب طوال سنوات حكم مبارك وأجهزته الامنية والقمعية. نجحت ثورة "25 يناير" بارادة الشعب المصري وبمساندة القوات المسلحة المصرية التي اكدت علي تاريخها الوطني المشرف. فبعد فشل بمحافل الامن المركزي وأجهزة الموت في وزارة الداخلية من احباط هذه الثورة.. اعتقد حسني مبارك القائد السابق الاعلي للقوات المسلحة انه قادر علي سحق تلك الثورة مستخدما الجيش المصري.. ولكن خاب ظنه واكدت قيادة الجيش علي وطنيتها وعدم تخليها عن الشعب.. وكان نزول القوات والمدرعات والدبابات وخياط القوات المسلحة مخيبا لامال مبارك وزبانيته.. فالقوات المسلحة اقتحمت الشوارع والميادين لتحمي المتظاهرين. مما خيب آمال الرئيس المخلوع وزبانيته. بعد المجازر التي ارتكبتها قوات الأمن المركزي والأجهزة الامنية السرية الخاصة بالشرطة.. كان نزول الجيش يمثل فرحة لكل المصريين لأنهم شعروا بالامن والامان علي ابنائهم الموجودين في ميدان التحرير وفي كل اماكن التجمعات في كل انحاء مصر. اعتقد الرئيس المخلوع ان الجيش سيحميه من ثورة الشعب فتردد طويلا رافضا التنازل عن منصبه.. ولكن تأكد من نهاية حكمه عندما وجد الجيش المصري يحيط بقصر العروبة من أجل حماية المتظاهرين فاستسلم وفر هاربا الي وكره في شرم الشيخ. الي أين؟ أذهلت الثورة المصرية كل العالم عندما أطاحت بحكم طاغية تربع علي عرش مصر 30 عاما محاطا بأجهزة أمنية رهيبة ولكننا اليوم نقف في حيرة من أمرنا. فلول النظام الفاسد بدأت تحمل الثورة المضادة مستقلة التردد وعدم الحسم بالنسبة لمحاكمة الطاغية واعوانه.. نعم هناك محاكمات وتحقيقات.. ولكن في ظروف الثورات لابد ان تكون هناك محاكمات ثورية لحسم القضية والخلاص من فلول النظام ومأجوريه. في يوم الأربعاء الماضي نظمت مجموعة من فلول النظام المأجورين والمدفوعين من جهات معلومة عددهم لايزيد علي 200 شخص بالتظاهر امام محكمة عابدين خلال جلسة الاستئناف علي الحكم يرفع اسم وصور الرئيس السابق وزوجته من علي جميع الميادين والشوارع والمدارس في جميع انحاء الجمهورية. وكان من الطبيعي ان تتجمع الجماهير المصرية النقية لمحاصرة فلول النظام. كذلك دعي اعضاء منظمة الفساد من فلول النظام الي مظاهرة يوم الجمعة "أمس" للمطالبة بإلغاء محاكمة الرئيس المخلوع وعصابته.. كما وصل بهم الامر الي المطالبة بتكريم القوات المسلحة للرئيس المخلوع. تحركات مشبوهة ان ما يحدث من تحركات مشبوهة تحركها فلول النظام المنهار يفرض علينا الحذر والحفاظ علي المكاسب الثورية التي حققناها برعاية الجيش المصري وقواده.. بعد سقوط النظام اصبح الجيش هو حصن المصريين وحامي ثورتهم. نحن نتفهم رغبة الجيش في تقصير الفترة الانتقالية لان الجيش المصري عليه تبعات عظام وهي حماية حدود مصر وارضها. بعد سقوط النظام كان لابد من سقوط الدستور وكان لابد من انتخاب جمعية اساسية لصياغة دستور جديد ويحقق رغبة الجيش في تقصير مرحلة الثورة فرأي الاكتفاء بتعديل بعض بنود الدستور الذي سقط من خلال استفتاء شعبي شهد الجميع بنزاهته.. بل كان اول استفتاء في مصر يلقي هذا الاقبال الكبير. مشكلتنا اليوم هي ضرورة احترام ارادة الشعب المصري التي يعبر عنها من خلال الاستفتاء.. ومن ناحية اخري يري البعض من المصريين ان يتم انجاز الدستور قبل اجراء انتخابات مجلس الشعب.. هذا الانقسام الحاد في الاراء يجب ان نجد له مخرجا ومحاولة الوصول الي حل يرضي جميع الاطراف من خلال حوار ديمقراطي لابد ان تسعي كل القوي السياسية مع اساتذة القانون وللبحث عن حل توافقي يراعي مواقف الطرفين. ان من يصرون علي اجراء الانتخابات أولا.. ينطلقون من موقف الاستفتاء الذي يعترف الجميع بنزاهته .. ولكن من يرون الموقف الآخر.. لهم وجهة نظر وهي ان الفترة الزمنية غير كافية لنضوج الاحزاب الجديدة وعدم خبرتها في الحياة السياسية مما يجعل الغلبة للقوي المنظمة مثل جماعة الاخوان والاحزاب التابعة لها الي جانب فلول الحزب الوطني الذين يعتمدون علي العصبيات واستخدام الاموال لشراء الاصوات واستئجار البلطجية الذين يعثون في مصر فسادا. لابد من فتح حوارات بين كل القوي الفاعلة في مصر وليس عيبا ان نعيد التفكير من اجل الوصول الي ماهو افضل من اجل مصر ومستقبلها. نحن نحترم الاستفتاء الذي تم والذي نفخر به جميعا.. ولكننا لانري عيبا في البحث عن وسيلة للوفاق للوصول الي ماهو في مصلحة مصر لسنوات طويلة. ان الحراك السياسي والتغييرات الاجتماعية مستمرة ولامانع من أن نراجع انفسنا من خلال حوار بناء يصل بنا الي حلول مقبولة لارضاء كل الفئات. إلي محافظ القاهرة امر مرات عديدة في شارع مجري العيون بفم الخليج امام المدابغ واصدم لما اري من تلال القمامة ومخلفات الهدم ومخلفات المدابغ من مواد كيماوية. يؤلمني ان أري أطفالاً ونساء ورجالاً غارقين في تلك الاكوام للبحث عن يقتانون منه الغريب أن هذه القذارة تقع امام احدث صرح طبي وأجمله وهو مبني مستشفي سرطان الاطفال الذي اخذ شهرة عالمية نحن نرجو من محافظ القاهرة زيارة هذا المكان والاستمتاع بمنظر اكوام القمامة التي تراكمت خلال سنوات فربما يتحمس ويأمر بإزالتها وتنظيف المكان يوما ليتناسب جمال سور مجري العيون ومستشفي الاطفال مع هذا المكان الذي يمر فيه عشرات الالاف من المواطنين كل يوم.. ولمنع هذه التراكمات يجب وضع بعض الحراسات امام مجري العيون ومحاسبة المخالفين بأقصي العقوبة. نقلا عن جريدة الجمهورية