وجهت رئاسة اركان الجيش التركي الدعوة الي الرئيس الجديد عبدالله جول القائد الاعلي للقوات المسلحة، لحضور احتفالات الجيش بالذكري الخامسة والثمانين ليوم النصر دون اصطحاب زوجته المحجبة، كما تم دعوة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان والنواب المتزوجين من سيدات محجبات دون زوجاتهم. وقام رئيس الاركان الجنرال يشار بيوك آنيت وقادة الجيش بزيارة ضريح مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفي كمال اتاتورك ووضع اكاليل الزهور علي قبره. وركزت الصحف التركية علي الاستقبال الفاتر من قادة الجيش للرئيس جول في حفل تخريج طلبة الاكاديمية العسكرية. واشارت الصحف الي ان رئيس الاركان لم يؤد التحية العسكرية لرئيس الجمهورية اثناء صعوده لتسليم شهادات الخريجين. وقالت وسائل الاعلام ان قادة الجيش ورئيس الاركان تصرفوا ببرود تجاه جول في اول لقاء مباشر معهم، لدرجة ان رئيس الاكاديمية لم يناد جول بكلمة 'رئيسي' كما كان يحدث مع باقي رؤساء الجمهورية، وانما قال رئيس الجمهورية. واشارت الصحف الي رد فعل رئيس الوزراء اردوغان علي ما فعله قادة الجيش وقال 'نحتاج اكثر من اي يوم مضي الي الوحدة' واود ان اشدد علي اننا نحتاج الي توحيد صفوفنا بدلا من تبديد طاقتنا في امور غير مجدية. وقال محللون ان هذه التصرفات من جانب قادة الجيش تشير الي ان الجيش الذي فشل في منع عبدالله جول من الفوز بمنصب رئيس البلاد لن يتوقف عند هذا الحد وانه من المرجح ان يسعي للتصعيد مع حزب العدالة والتنمية الحاكم الا ان احدا لايتوقع حدوث انقلاب عسكري في ظل التأييد القوي الذي ناله حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية، وقد لايلجأ الجيش لتحرك ابعد من الانتقادات الشفهية الا في حالة ارتكاب الحزب الحاكم لسلسلة من الاخطاء الفادحة.. وقال جاريث جنكنز وهو خبير في شئون الجيش التركي 'خسر الجيش معركة لكنه لم يخسر الحرب' واضاف ان الجيش اخطأ الحساب بشكل كبير لكنه سيعمل من وراء الكواليس لحماية مباديء العلمانية وسيعمل علي تشجيع وسائل الاعلام والمعارضة علي مهاجمة الحكومة. واعتبر العديد من المحللين الاوروبيين ان انتخاب عبدالله جول رئيسا لتركيا والليونة التي اظهرها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من شأنها اخراج مفاوضات انضمام انقرة الي الاتحاد الاوروبي من الجمود. واعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل ياروسو ان انتخابات جول وتسلم حكومة جديدة السلطة.. بتفويض شعبي واضح' يشكلان فرصة لاعطاء دفعة جديدة لعملية انضمام تركيا الي الاتحاد الاوروبي.