تكهنت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن وصول رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الى المجمع الذى يقيم به الزعيم الليبى معمر القذافى "الاثنين" فى مهمة محددة تستهدف اجراء محادثات مع العقيد الليبى يمكن أن يبرهن على احتمال أنهاستكون زيارة حاسمة بالنسبة لمصيرالعقيد الليبى وحكومته . وأشارت الصحيفة فى تقرير بثته على موقعهاالالكترونى إلى أن زوما الذى توجه إلى ليبيا بصفته ممثلا للاتحاد الأفريقى كان قد هبط بمطار "ميتيجا" خارج العاصمة طرابلس ووصل الى مجمع "باب العزيزية "بعد بضع ساعات من هبوطه بالاراضى الليبية ومعه سيارته المدرعة ومالا يقل عن اربع سيارات جيب تحمل على متنها جنود من جنوب افريقيا مكلفون بأمنه . واعتبرت الصحيفة ان اجتماع زوما مع القذافى يشكل اختراقا لسلوك التملص الذى ينتهجه العقيد الليبى منذ بدء غارات قصف الناتو منذ شهرين ويمثل فى الوقت ذاته رغبة من جانب الاتحاد الأفريقى لتجديد الجهود للتفاوض بشان اتفاق سلام بل ايضا ربما يقدم شريان حياة للعقيد القذافى الذى يواجه "كورس نداءات دولى متنامى يطالب بتنحيته". وتابعت الصحيفة قائلة انه بالرغم من أنه من غير الواضح ماإذا كان زوما يعتزم بحث امكانية اتخاذ العقيد القذافى من جنوب أفريقيا مكانا للجوء فى حال تنحيه عن السلطة. واستطردت الصحيفة قائلة من الواضح ان الحكومة الليبية تأمل ان يقدم زوما اتفاقا مماثلا لاقتراح كان قدمه فى وقت سابق واعتزامه مساندة العقيد القذافى بالنسبة لأى اتفاق سلام . ولفتت الصحيفة الى ان زيارة زوما الحالية لليبيا تتزامن مع التراجع المعلن من جانب الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف عن تحفظه بشان وضع بلاده الدبلوماسى .. واشارته الى أنه سوف يستثمر علاقات روسيا فى ليبيا للسعى من اجل حث القذافى على التخلى عن السلطة وهو الاجراء الذى قد يتعارض مع اعلان خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبى الذى صرح يوم الجمعة الماضى بأنه ينبغى عدم طرح أى مبادرات دبلوماسية بعد الآن حتى وان كانت من جانب روسيا إلا من خلال الاتحاد الأفريقى. وكان الاتحاد الافريقى قد انتقد خلال اجتماع عقد فى أديس أبابا الأسبوع الماضى حملة القصف الجوى للناتو بوصفها تجاوزت حدود تفويض مجلس الأمن التى تنص على استخدام القوة لحماية المدنيين فى ليبيا. وعلى النقيض من ذلك رأى اندريس فوج راسموسن سكرتير عام "الناتو" أن مهمة القصف نجحت فى تحقيق اهدافها وان "حكم القذافى الارهابى أوشك على نهايته" وسط تزايد عزلته بالداخل والخارج ومغادرة أو انشقاق أوثق المقربين إليه .