حققت المرأة القطرية انجازا تاريخيا بدخولها عضوية المجلس البلدي عن طريق الانتخابات الحرة المباشرة، وذلك خلافا لكل التوقعات التي اشارت الى ضآلة الفرص امام نجاح اي من المرشحات في دخول المجلس البلدي. فقد حققت المرشحة عن منطقة المطار، شيخة يوسف الجفيري فوزا ساحقا بحصولها على اكثر من 97 في المائة من اصوات منطقتها بواقع 879 صوتا، وهو اعلى رقم يحققه اي من المرشحين ال 118 الذين خاضوا الانتخابات عن جميع المناطق، في حين لم يحصل منافساها محمد صادق العمادي وعبدالرحمن الاسحاق سوى على 93 صوتا فقط (58 للعمادي و35 للإسحاق). ويعتبر هذا الفوز مكسبا كبيرا للمرأة عموما وللجفيري بشكل خاص، لأن فوزها هذه المرة جاء بالانتخاب وليس بالتزكية كما حصل عندما فازت في الدورة السابقة. ولم تتجاوز حصة المرشح الذي حصل على المرتبة الثانية 632 صوتا وهو محمد حمود آل شافي عن منطقة الريان الجديد. وخلافا لكل التوقعات السابقة، التي رأت ان نسبة الاقتراع لن تتجاوز ال 30% بالنظر الى ادراك المواطنين القطريين لدور مجلسهم البلدي وصلاحياته المحدودة، بلغت النسبة الرسمية للاقتراع التي اعلنها مدير الامن العام اللواء الركن سعد بن جاسم الخليفي نحو 51 في المائة، وعدد الذين ادلوا بأصواتهم بلغ 13656 مواطنا، وعدد الذين كان يحق لهم الانتخاب 28139. معركة محسومة وخاضت الجفيري معركة كانت شبه محسومة منذ البداية لمصلحتها، لكنها نافست خلالها بقوة (وعن جدارة) مرشحين عن منطقتها نفسها، وقالت ان المرشحين قدموا لها التهنئة. وعقب اعلان النتائج، شوهدت الجفيري تبكي لشدة تأثرها. كانت اولى كلماتها 'الكفاءة لا جنس لها' في اشارة الى 'توقعات ذكورية' سابقة تنبأت بفشلها. واعتبرت في تصريحات خاصة ل'القبس' ان فوزها الكبير دليل على عدم صحة مقولة 'المرأة لا تساند المرأة في قطر'، لافتة الى ان معظم ناخبيها كانوا من النساء. وقالت الجفيري بنبرة فخر وتحد لم تخل من نشوة الفرح والانتصار 'كانوا يقولون انه لولا فوزي بالتزكية في الانتخابات السابقة لما وصلت الى عضوية المجلس. تراهم ماذا يقولون الآن؟ صناديق الاقتراع تكملت'. اضافت 'الحمد لله والشكر الكبير لأبناء دائرتي واهدي فوزي هذا لهم'. واعربت عن سعادتها بهذا الفوز، وانها ستعمل بكل ما في وسعها لخدمة ابناء منطقتها، واوضحت ان قطر كانت اول دولة خليجية منذ 1998 تمنح المرأة حق الانتخاب والترشيح. انتخابات قبلية وتعتقد الجفيري ان مستوى الوعي والثقة بالمرأة يزداد وان ابرز التحديات التي واجهتها في الانتخابات البلدية تمثلت في بعض 'القبلية او العائلية' التي كانت الدافع للكثيرين في تحديد اختياراتهم. هذه العوامل لا يمكن اغفالها، لكن هناك تفهما لدورالمرأة وثقة في مكانتها بعد ان حظيت بتأييد قيادة البلاد. ونافس في الانتخابات من العنصر النسائي الى جانب شيخة الجفيري، كل من الدكتورة امينة ابراهيم الهيل عن منطقة الهلال، وسهيلة آل حارب عن منطقة الجسرة، لكن الحظ لم يحالف ايا منهما. ومن ابرز ما ورد في برنامج الجفيري السعي لتعبيد العديد من شوارع منطقتها والعمل على تحسينها، وانشاء نظام الحدائق العائلية، والعمل على وضع حلول لمشكلة الازدحام المروري، والاهتمام بالبنية التحتية خصوصا الصرف الصحي. أخت الرجال ووعدت الجفيري ابناء منطقتها بالتواصل المستمر معهم، مؤكدة انها ستعقد اجتماعا شهريا لهم، الاول للرجال والثاني للنساء، وذلك بناء على رغبة النساء في دائرتها بضرورة الفصل وعدم الاختلاط خلال الاجتماع. وتقول انها سعيدة بالتسمية التي يطلقها عليها زملاؤها في المجلس البلدي، انهم ينادونني ب'اخت الرجال'. وكشفت شيخة ل'القبس' انها لن تترشح لانتخابات رئيس المجلس البلدي التي ستجري بين الاعضاء.. وحتى لو عرض عليها المنصب سترفضه، وتفضل ان يكون رئيس المجلس رجلا. لكن الجفيري لا تمانع التفكير بقبول بمنصب نائب رئيس المجلس. حقوق المرأة وترى الجفيري ان لا معنى لديموقراطية في مجتمع من دون ان يكون للمرأة حقوقها الكاملة، فالمجتمعات التي اتاحت ديموقراطية منقوصة للمرأة هي اليوم تعيد النظر في مواقفها. وتضيف: عندما نتحدث عن الديموقراطية كمناخ اجتماعي يتيح الحداثة ويحرك قوى المجتمع ويحقق الشراكة المسؤولة، لا يمكن تصور ديموقراطية فعالة تستثني منها المرأة. وشددت الجفيري على ان المرأة القطرية تعيش عصرها الذهبي الآن، وما تحققه محل احترام الجميع في مجتمعها. وحرصت الجفيري على تأكيد ان الرجل في المجتمع القطري يتفهم بشكل مستنير وواع وبأسلوب متحضر دور المرأة المتنامي ولا يبخل عليها في الدعم والتشجيع.