تعرضت طفلة مسلمة لا يزيد عمرها عن أحد عشر عاما للاستبعاد من مباراة كرة قدم نسائية أقيمت ضمن دورة رياضية في مدينة "لافال" بسبب رفضها خلع الحجاب. وكانت الفتاة قد رفضت الاستجابة لطلب حكم المباراة خلع الحجاب قبل بدء المباراة بحجة أنه قد يؤدى الى إيذاء إحدى اللاعبات, وأدى هذا الموقف إلى انسحاب فريق الفتاة المسلمة من الدورة, وكذلك أربع لاعبات من الفرق المنافسة تعاطفا وتأييدا لموقف الفتاة التي أكدت أنها المرة الأولى التي تتعرض فيها لمثل هذا الموقف, خاصة وأنها سبق أن شاركت في مباراتين في نفس الدورة وهي ترتدي الحجاب. وقد أثارت هذه الواقعة ردود فعل واسعة النطاق ففي الوقت الذي صرح فيه المتحدث باسم الاتحاد الكندى لكرة القدم أن الاتحادات المحلية لها الحرية في تفسير قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن أغطية الرأس, أكد رئيس المجلس الإسلامي الكندي أن ما حدث ضد الفتاة المسلمة تصرف غير مقبول ويكشف عن جهل لأن الحجاب لا يعرض أي لاعبة للإيذاء الديني. وأبدت جماعات إسلامية عديدة في كندا احتجاجها على هذا الموقف, والذي من شأنه منع الفتيات المسلمات المحجبات من ممارسة الرياضة بسبب التزامهن الدينى مما يتتعارض مع مبادىء التسامح والتعددية الثقافية. وتطورت الأزمة التي أخذت بعدا سياسيا, حيث سارع رئيس وزراء مقاطعة كيبيك جان شارييه, ورئيس حزب الحركة الديمقراطية بكيبيك ماريو دومونت بتأييد قرار حكم المباراة باستبعاد الفتاة في الوقت الذي انتقد فيه أندريه بواكلير زعيم حزب كيبيك موقفهما المشار إليه على أساس أن ارتداء الحجاب أمر شخصي ما لم يتعارض مع طبيعة عمل الفرد أو النظام العام. وقد تفامت الأزمة على المستوى الدولي أيضا, حيث أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أنه سيتم مناقشة موضوع ارتداء الحجاب أثناء المباريات خلال الاجتماع السنوي لمجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يعقد في انجلترا قريبا مشيرا إلى أن الاتحاد الدولي يضم مائتين وخمسين مليون لاعب منهم أربعون مليون سيدة.