مع الساعات الاولى من العام الجديد أستقبل الملايين حول العالم عام 2008 بالغناء والرقص والألعاب النارية التي أضاءت سماء العديد من كبرى مدن العالم ، وتحدى الملايين موجة البرد القارس التى تجتاح مناطق عديدة من العالم وخرجوا فى ابهى صورة للاحتفال بدقات الثانية عشر الفارقة بين عام مضى بكل مافيه وعام آت بكل أمانيه .. وفي الساحات العامة في العديد من مدن العالم خرج الملايين وسط أجواء احتفالية صاخبة ، وكان اول المحتفلين في العالم بحلول العام الجديد 2008،مساء الاثنين في استراليا وذلك وسط اطلاق كثيف للالعاب النارية في ميناء سيدني .. وآخرها مدينة نيويورك حيث احتشد قرابة مليون شخص في "تايمز سكوير" لتوديع عام حافل واستقبال آخر على أمل أن يكون عام سلام وازدهار. فيما تنتظر الولاياتالمتحدة في اواخر 2008 انتخاب رئيسها الجديد. وتجمع مئات الآلاف بلندن على ضفاف نهر "التايمز" لمشاهدة الألعاب النارية التي أضاءت سماء العاصمة البريطانية ولسماع ساعة "بيج بن" الشهيرة وهي تدق 12 مرة إيذاناً بقدوم العام الجديد. ومن أجمل البلاد الأوروبية التي تقام فيها اعياد رأس السنة والعام الجديد هي فيينا عاصمة النمسا لطبيعتها الخلابة وزينتها البراقة وجوها البارد والموسيقي التي في الشوارع ففي هذه الفترة تشبه فينا فتاة جميلة تنزين لتزداد جمالا وتمتليء المدينة بالصخب والمرح وفي المساء تظهر الالعاب النارية والصواريخ واستعراضات للتزحلق علي الجليد. وأستقبلت بعض العواصم الأوروبية القديمة العام الجديد بتقاليدها العريقة، حيث ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين آخر خطبه له كرئيس عقب ثمان سنوات في السلطة، واحتشد مئات الآلاف من الروس في الساحة الحمراء للمشاركة في احتفالات استقبال عام 2008 و للتزلج على الجليد وسماع أجراس الكرملين تقرع لدى اقتراب منتصف الليل مع بدء العام الجديد 2008. الا أن ذكرى العنف الذي حفل به العام الماضي ألقت بظلالها على العام الجديد فى بعض البلدان ، حيث ألغت العاصمة البلجيكية، بروكسل، الألعاب النارية عقب اعتقال 14 شخصاً الأسبوع الماضي بشبهة التخطيط لمساعدة عناصر من القاعدة من الفرار من السجن. وقال ناطق باسم البلدية ان حدثا كهذا يجمع عشرات الالاف من الاشخاص في مكان واحد وفي وقت واحد، يمثل تهديد لا نستطيع تجاهله . واستقبلت العديد من الدول الأوروبية العام الجديد بعادات جديدة ، حيث حظرت فرنسا التدخين في الأماكن العامة مع ولادة عام 2008 . ومع أول دقيقة في العام الجديد وفي قلب البحر المتوسط أصبحت جزيرة مالطا أصغر عضو في منطقة اليورو. وتأهلت المستعمرة البريطانية السابقة، لتبني اليورو بعد أن خفضت العجز في ميزانيتها حوالي 10 في المائة ،وكان اليوم الاخير من العام 2007 في جزيرتي مالطا وقبرص يوم تخليهما عن عملتهما، الليرة المالطية والجنيه القبرصي، وانضمامهما في الاول من يناير الى منطقة اليورو. وفي العاصمة الألمانية برلين شهد أكثر من مليون محتفل كثير منهم من خارج المانيا بداية العام الجديد في وقت مبكر اليوم الثلاثاء في حفل في الهواء الطلق أمام بوابة براندنبرج وحدقوا في إعجاب لمدة عشر دقائق في عرض مبهر للألعاب النارية بدأ مع منتصف الليل. وقضى كثيرون الدقائق الأولى في كتابة وإرسال الرسائل النصية عبرالهواتف المحمولة من أجل إرسالها للأصدقاء وأفراد العائلة. اما المستشارة الالمانية انجيلا ميركل فشددت على نجاحات مكافحة البطالة في المانيا وقالت "ناقص مليون عاطل عن العمل، زائد مليون عامل، من كان ليظن هذا ممكنا قبل عامين؟". ومع بدء العام 2008 الذي يشهد استضافة الصين دورة الالعاب الاولمبية، دعا الرئيس هو جينتاو الى السلام في العالم والى التنمية.معربا عن امله بصدق ان تعيش شعوب الدول كافة تحت سماء زرقاء واحدة بحرية وتساو وتناسق وسعادة وان تنعم بالسلام والتنمية . اما ماليزيا ذات الاكثرية المسلمة، فاحتفلت الاثنين باليوم الاخير لاحتفالات الذكرى 50 على الاستقلال، وتهيأت للاحتفال بدخول العام الجديد باطلاق الالعاب النارية. وفي اليابان افسد سوء الاحوال الجوية قليلا الاحتفالات. وتم الغاء 71 رحلة طيران بسبب تساقط غزير للثلوج ما ادى الى عرقلة سفر سبعة آلاف شخص علقوا في المطارات. والى الهند والصين حيث الموسيقي الصاخبة والملابس المزركشة وأكل الحلوي في اعتقادهم تجلب الحظ وأن الدق علي الطبول بشدة يساعد علي طرد الأرواح الشريرة، كما أن التنين هو من أطيب الحيوانات حيث يحمي لهم البحاروالمحيطات والانهار ويجلب المطر السعادة وطول العمر، ومن المواقف الغريبة أيضا قيام بعض الاشخاص بالقاء الاظرف الحمراء المضيئة إلي الافراد في هذا اليوم وبها مال، كما أنهم يقومون بتنظيف المنازل والمحلات التجارية ثم يقومون بتخبئة ادوات التنظيف حتي تبقي الخطوط الطيبة في منازلهم ومحلاتهم أكبر فترة ممكنة. ولكن في اليابان يتم الاحتفال بالعام الجديد في العطلة الرسمية السنوية من 30 يناير إلي 12 فبراير وذلك بسبب صدور قانون هذا العام بمنع استخدام الالعاب النارية إلا في هذه الفترة وأيضا بمنع استخدامها بالقرب من المستشفيات ومحطات الحافلات والمباني التاريخية والمتاحف، ويعتبر اليابانيون أن أي اجراء ينقص بهجة العيد الجديد والاحتفال به يعد انتقاصا في ثقافة اليابان، كما أن هذا العام ليس مثل أي عام حيث يمثل رقم '8' الحظ والتفاؤل والسلام خصوصا يوم الثامن من أغسطس لعام 2008 ووفقا للسنة القمرية للصين هذا العام هو عام الكلب وأن من سيولد هذا العام ستكون حياته مليئة بالاحداث الطيبة. أما في الدول العربية فالاحتفالات لها مذاق مختلف ذات طابع شرقي بعيدا عن صخب موسيقي الديسكو واشجار الكريسماس والالعاب النارية . ففي مصر يقوم أهالي الحسين بتزيين المكان بزينات مبهجة كما ان لهذا المكان طعما شعبيا ومبهجا حيث رائحة التوابل والبخور وايقاع الدفوف وصوت آلة العود الجميلة والرقص علي ايقاع الدفوف بمشاركة الكثير من الاجانب من مختلف انحاء العالم .. وشهدت بغداد مشهداً غير مألوفاً منذ غزو عام 2003، حيث أحتفل عراقيون علانية باستقبال 2008 ..عساهم يهربون من شبح الاعوام الماضية ..وأملا فى عام اكثر سلاما وهدوءا.. فيما طوى اللبنانيون ملفات شائكة وأقبلوا على قضاء ليلة رأس السنة بقلوب مفعمة بالامل كعادتهم وسط اجراءات امنية مشددة . وفى تونس يهتمون بالاحتفال بالعام الجديد حيث يقومون بشراء الكثير من الزهور وبطاقات المعايدة والانواع الفاخرة من الشيكولاتة ويتبادل الاقارب والاصدقاء الزيارات هذا بالاضافة إلي اقامة الحفلات الترفيهية في الفنادق، كما تقوم ربات البيوت بطهي أكلة الملوخية املا في ان يكون العام اخضر وكله خير وفرح وهي فكرة جديدة وبسيطة ولكنها معبرة.