بعد انفجار مفاعل فوكوشيما الياباني في 12 مارس 2011 ارتفعت الاصوات ما بين المطالبة بالتخلي عن البرنامج النووي المصري والاتجاة الى الاستفادة من الطاقة الجديدة والمتجددة وبين المطالبة بالابقاء على البرنامج الذي من المتوقع ان يعمل في التخفيف من ازمة الطاقة وتحلية المياة. و يؤكد الدكتور محمد مصطفى عبد الباقي الاستاذ في هيئة الطاقة الذرية أن محطة فوكوشيما كانت تحوي 6 مفاعلات، انفجر 4 منهم بسبب الزلزال والذي سبب تكسر القبة التي تحمي المفاعل والمواد المشعة به وتلوثت المنطقة ثم جاء بعدها تسونامي لينتقل التلوث للماء. كما ان فوكوشيما نفسها بجوارها 3 محطات اخرى لم يحدث لها شئ. ويقول : "على الرغم من ذلك فالصين عندها 20 محطة وتنوي بناء 50 محطة اخرى مع انها الاقرب." ويضيف ان كلا من اليابان والهند وكوريا الجنوبية لم تتوقف احداها عن استكمال برامجها النووية. وأكد عبد الباقي ان منطقة البحر الابيض المتوسط والضبعة منطقة مستقرة نسبيا فيما يتعلق بالزلازل . ويضيق: "ها هي اليابان اكثر المناطق تعرضا للزلازل تضع خططا جديدة لجعل مفاعلاتها تتحمل الزلازل." وأكد ان التصميمات التي يتم اعداها يجب أن تغطي تأثير الزلازل والبراكين والاعاصير وبعيدة عن المشاكل والمطارات والمياة الجوفية. وأضاف ان مصر تحتاج حوالي 15 محطة نووية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه؛ بخاصة في ظل الازمة التي تهدد نصيبنا من مياه النيل. كما يؤكد الدكتور محمد ناجي رئيس قسم الهندسة النووية الأسبق بجامعة الاسكندرية أنه لا غنى عن استخدام الطاقة النووية في حياتنا اليومية ويتوقع ان تظل بذات الاهمية لمدة مائتين عاماً قادمة. وأضاف استاذ الهندسة النووية أن العالم به مخزون من اليورانيوم يكفي ألف عام وهو لا يستخدم إلا في انتاج الطاقة أو صناعة القنابل النووية. وبما أن احتياطي البترول في العالم إلى نضوب فمن الأوفر توفيره وعدم استهلاكه في انتاج الطاقة. وهو في الوقت نفسه يرى أن الطاقة المتجددة ضعيفة وغالية الثمن لذا فالاتجاه الأمثل لإنتاج الطاقة الكهربية يكون عن طريق البرامج النووية. وقال: "يوجد حاليا 450 مفاعل نووي في العالم يعملون بكفاءة عالية. 80% من الطاقة المنتجة في فرنسا تأتي من الطاقة النووية بينما تصل نسبة استخدام الطاقة النووية في امريكا الى 20% وفي اليابان الى 60%." وذكر ان المفاعلات النووية يجب ان يتم تكهينها بعد فترة من 30 الى 40 سنة. وأوضح ان مفاعل اليابان تم بناءوه في اوائل السبعينات وعليه فإنه كان متوقع انتهاء العمل به وتكهينه لذا فتأثره بالزلزال طبيعي وقال ناجي: "عندما وقعت حادثة تشيرنوبل توقف البرنامج النووي المصري 25 سنة..لا يجب ان تتسبب أي حادجثة في تأخرنا عن تنفيذ البرنامج." ويقترح استاذ الهندسة النووية ان تدعو وزارة الكهرباء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى ارسال وفدا لمراجعة اجراءات الامن والسلامة وتكثيفها.