تجاوبت عدة شركات عالمية في مدينة نيويورك هذا الصيف، مع مشروع جديد لتبريد المكاتب والمباني خلال الأشهر الحارة، وذلك باستخدام وسيلة جديدة صديقة للبيئة، تقوم على استخدام المياه المتجمدة عوضاً عن مكيفات الهواء التقليدية التي تضاعف استهلاك الطاقة وتزيد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وأكدت التقارير التي تناولت هذه التكنولوجيا الجديدة، أن استخدامها لمدة عام كامل في إحدى ناطحات السحاب يوازي من حيث النتيجة زرع 1.9 مليون آكر من الغابات، أو وقف الغازات التي تصدرها عوادم قرابة 223 سيارة. وفي نيويورك، حيث تستهلك المكاتب طاقة كهربائية للتبريد خلال الأيام الحارة توازي ما تستهلكه دولة تشيلي بكاملها، تبدو لهذه التقنية منافع اقتصادية توازي المنافع البيئية. إذ يقوم النظام على تجميد كميات من المياه الموضوعة في أحواض مبنية في الطوابق السفلى من المباني خلال الليل، حين ينخفض معدل استهلاك الكهرباء، على أن يتم وقف عمليات التجميد صباحاً مع ارتفاع الطلب على الطاقة في المدينة، وترك مكعبات الجليد لتذوب، مرسلة هوائها البارد إلى المكتب عبر مراوح الضخ. وبسبب بساطة هذه التقنية فإن كلفة صيانتها شبه معدومة، ويمكن استخدام تمديدات المكيفات التقليدية فيها ويعتبر نظام التبريد بالجليد الموجود في مبنى ميتروبوليتان الشاهق وسط نيويورك، أحد أكبر الأنظمة المشابهة من حيث الحجم، وقد بنته "كريديه سويس" لخدمة مكاتبها.